-A +A
توفيق حسن جوهرجي
عندما قرأت كلمة (إيمو) لأول مرة لم أفهم معناها، تأكدت من خطورة ظاهرة الإيمو عندما تبينت أن ثلاث وزارات على الأقل (هي وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي) تتصدى لهذه الظاهرة، فبدأت أبحث عن المقصود بهذه الكلمة وما تخفيه من مصائب. وسأحاول تلخيص المعلومات التي توصلت إليها للقارئ لعله ينتبه للمخاطر التي تنطوي عليها هذه الظاهرة.
كلمة إيمو اختصار لكلمة (إيموشونال) باللغة الإنجليزية ومعناها (عاطفي)، وبدأ استخدامها لوصف نوع من الموسيقى التي تبدأ منخفضة وهادئة ثم ترتفع بشدة، ثم أصبحت تسمية لجماعة ترتدي زيا معينا (ملابس قاتمة أو سوداء وأحيانا بيضاء، وسراويل ضيقة جدا أو واسعة جدا) وتستمع إلى هذه الموسيقى الكئيبة ولأفرادها تسريحة شعر معينة (الشعر يتجه إلى الأمام ويغطي إحدى العينين وجزءا من الوجه). عضو الإيمو يكون في الغالب مكتئبا وحزينا ومتشائما وصامتا وخجولا، يضخم المشاكل وقد يجد لذة في محاولة الانتحار.

أعضاء هذه الجماعة من المراهقين دون سن العشرين، ويكثر فيهم الشذوذ، والانطواء، ويسعون إلى إشباع شهواتهم بأي طريقة ممكنة. وهم يرون أن أحدهم إذا أصابه ألم نفسي فإن عليه أن ينساه بالألم الجسدي وإيذاء جسده وتعذيب نفسه.
ليس للإيمو ديانة محددة ولكن البعض يسميهم (عبدة الشيطان) والعياذ بالله، ولهم كتاب من تأليف أحد الأبالسة الأمريكيين يهديهم إلى الجحيم.
انتشرت هذه الظاهرة بين المراهقين في أوروبا وأمريكا في التسعينات من القرن الميلادي الماضي ثم بدأت تنتقل إلى بعض البلاد الشرقية، وارتبطت كثيرا بالموسيقى الصاخبة والأغاني الحزينة الكئيبة المزعجة. وقد ضاقت الدول ذرعا بسلوكيات هذه الفئة المنحرفة حتى أن دولا مثل روسيا والمكسيك وغيرهما قررت إغلاق المواقع التي تدعو إلى الإيمو ومنعتهم من الظهور بهذا المظهر الشاذ المقزز في المدارس والدوائر الحكومية.
أرجو أن تكون هذه المعلومات جرس إنذار لكل أب وكل أم، ولكل معلم ومعلمة. انتبهوا جيدا لهذا الخطر الكبير. راقبوا سلوك أبنائكم وبناتكم. اقتربوا منهم. صاحبوهم وصادقوهم واستمعوا إليهم بصبر واهتمام، وانصحوهم وجادلوهم بالتي هي أحسن. صححوا سلوكهم إذا لاحظتم بوادر انحراف لا سمح الله، وخذوا بأيديهم إلى النجاة. أنتم في البيت والمدرسة مسؤولون أمام الله عن أبنائكم وبناتكم. احذروا هذا الغزو الفكري، وهذه النزعة الشيطانية التي تدعو إلى الشذوذ الجنسي، وتعاطي المخدرات، والإلحاد والعياذ بالله. قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى). صدق الله العظيم.