سعاد دمنهوري زوجة الدكتور مدني علاقي تركت مقاعد الدراسة بعد حصولها على شهادة الكفاءة المتوسطة لتسافر مع زوجها إلى أمريكا، تقول عن رمضان الغربة: صمنا أول رمضان هناك، كان اشتياقي لا تحده حدود لسماع صوت والدتي. مضى شهر ولم أسمع صوتها، حيث إن الأنظمة تستدعي وقتذاك حجز التلفون والانتظار لمدة شهر في انتظار الدور وأحيانا تتعثر المكالمة وننتظر.
أمضيت مع زوجي ثلاث سنوات في أمريكا، وأنجبت ابنتي سمر وكانت الفرحة غامرة لأبيها وبعد العودة إلى الوطن تكبدت عناء وحدتي أيام الأسبوع حتى تحين عطلة نهاية الأسبوع ويعود زوجي من الرياض في يومين يقضيها معنا فقد ظل على هذه الحال ثماني سنوات حتى تقاعد.
تواصل سعاد وتقول: تعلمت منه الحياة كما ينبغي، مع زوج يعرف قدر الطموح والنجاح، كان الدكتور مدني رجل دولة قضى في خدمتها من عمره الكثير، يفضل على مائدة رمضان الأرز البخاري والعيش أبو الحب وحلى السقدانة المكاوي الشهير الذي تطبخه والدتي. وكلنا نفطر على مائدة واحدة وأستغرب للبعض عندما ينشغلون بشراء مقاضي رمضان فكل شيء متوفر في مطبخنا طول العام الشوربة والتطلي والتوت وخلافه.
وأحرص على معايدة صديقتي بالهاتف كما أعايد بنات أخواتي ثريا وفايزة وليلى وهند وأمل وجميعهم دكتورات ويتقلدن مناصب في الجامعة وأتفرغ في الشهر الكريم للعبادة وصلاة التراويح. ولا ننام قبل السحور وسحورنا متأخر ونجتمع فيه مع زوجي والأبناء ونشرب الشاي ونصلي الفجر وننام. وأبو سامي يفضل البطيخ والشمام والمانجو الجازاني.
تتحدث سمر علاقي عن والدها وتقول إنه قدوتها في تلاوة القرآن الكريم والالتزام وكنت أستغرب كيف له أن يختم القرآن ثلاث مرات وأسأله عن طريقته في التلاوة.
أعمامي وعماتي أتذكرهم وتعجبني زياراتهم لنا في رمضان فأم زوجي هي عمتي عائشة علاقي تسكن حي الأمير فواز وتزورني وتقول كل يوم أدعيلكم بعد صلاة الفجر لأولادي وزوجي. وتضيف سمر: تخصصت في بكالوريوس طب الأسنان والماجستير في نفس التخصص من أمريكا سنتين ونصف والدكتوراه ست سنوات في تخصص طب أسنان المجتمع.