أحبابى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعونا نكمل ما قد بدأنا من سرد لفضائل شهر رمضان المبارك وما له من خصوصية بالقرآن، كما قال الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} (البقرة:185).
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر ويشهد لذلك قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}. (القدر:1).
كان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين»رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»رواه الترمذي.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله عليه وسلم «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» رواه الترمذي. فها هو يخاطبهم في محكم كتابه، فيقول عز من قائل {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل:4).
قال الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية «اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه».
وقراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة، غفل عنها المتقاعسون عن الأجور؛ ذلك لعدم استشعارهم الأجور العظيمة التي تترتب عليها، وفي هذا المقام يأتي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
وكلما قرأ المؤمن آيات الله تضاعفت حسناته، وامتلأت صحائف أعماله، وهذه هي التجارة الحقيقية مع الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} (فاطر:35)
نعم هذه هي التجارة التي لن تبور؛ فهاهي تشفع لصاحبها يوم القيامة، فقد روى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»، رواه مسلم. و(البطلة): هم السحرة، قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام.
وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
وكان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا.
أسال الله أن يمتعنا بالقرآن الكريم في حفظه والقيام به.
habutalib@hotmail.com
دعونا نكمل ما قد بدأنا من سرد لفضائل شهر رمضان المبارك وما له من خصوصية بالقرآن، كما قال الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} (البقرة:185).
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر ويشهد لذلك قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}. (القدر:1).
كان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين»رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»رواه الترمذي.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله عليه وسلم «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» رواه الترمذي. فها هو يخاطبهم في محكم كتابه، فيقول عز من قائل {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل:4).
قال الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية «اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه».
وقراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة، غفل عنها المتقاعسون عن الأجور؛ ذلك لعدم استشعارهم الأجور العظيمة التي تترتب عليها، وفي هذا المقام يأتي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
وكلما قرأ المؤمن آيات الله تضاعفت حسناته، وامتلأت صحائف أعماله، وهذه هي التجارة الحقيقية مع الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} (فاطر:35)
نعم هذه هي التجارة التي لن تبور؛ فهاهي تشفع لصاحبها يوم القيامة، فقد روى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»، رواه مسلم. و(البطلة): هم السحرة، قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام.
وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
وكان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا.
أسال الله أن يمتعنا بالقرآن الكريم في حفظه والقيام به.
habutalib@hotmail.com