-A +A
محمد الكادومي (جازان)
لم يتوقع عدد كبير من المواطنين أن الاراضي التي حصلوا عليها كمنح سكنية من بلدية أبو عريش في مخططات القحمة هي عبارة عن مقبرة مهملة ومشرعة للعابرين والحيوانات منذ زمن بعيد.وأوضح المواطن محمد عطيف أنه راجع بلدية أبوعريش لطلب منحة أثناء فتح باب التقديم، وبعد انتظار دام لعدة سنوات، حصل على المنحة، وعند الذهاب لمشاهدتها فوجئ أنه يسير على عدة مقابر بعضها محدد بالأحجار وأخرى مهملة، فسأل عنها أحد كبار السن في المنطقة، فجاءته الإجابة الصاعقة حيث أكد له أنها مقابر قديمة منذ زمن، ولم يعتن بها أحد، حتى العابرين والماشية باتوا يسيرون عليها لعدم علمهم بوجودها، كما أنها لم تحط بسور أو لوحات إرشادية تدل على وجود مقابر في هذه المنطقة.
وناشد عطيف الجهات المعنية بنقل المخطط والاهتمام بالأمر وتسوير المقابر حماية للرفاة وحفظ حرمة الأموات.

فيما أبدى موسى حسين اندهاشه متسائلا عن الأسباب التي دعت بلدية أبوعريش لتوزيع منح في مخططات تحوي مقابر، مضيفا: والأدهى من ذلك وجود مشروع لوزارة الإسكان لبناء 193 وحدة سكنية يطلق عليه اسم إسكان أبوعريش، وهو يتوسط المقابر أيضا، منتهكا حرمة الأموات بسبب الحفريات التي تتم فيها. ويعتقد محمد جابر أحد كبار السن ويسكن في قرية قريبة من الموقع ان تلك المقابر قديمة جدا تعود إلى عدة عقود، حيث فسرها كبار السن الذي عاشوا قبله بأنها تعود الى قبائل اشتهرت باسم بني هلال ويمتازون بطول القامة، وهو واضح في قبورهم التي يلاحظ عليها اتساع مساحة القبر، لافتا أن تلك القبور ظلت بين الأشجار التي يشتهر بها هذا الموقع، حتى تم اعتماده كمخطط وتوزيعه منحا على المواطنين وبناء وحدات سكنية بها، بعد إزالة جميع الأشجار، ما أظهر شهود المقابر فأصبحت واضحة للعيان.
وطالب جابر بلدية ابو عريش الاهتمام بالأمر، والسعي لتسويرها حفاظا على حرمة الموتى، والعمل بشكل عاجل على نقل المخطط إلى مواقع أخرى.
وسعت «عكاظ» لأكثر من 30 يوما للاتصال بالمتحدث الإعلامي في أمانة جازان طارق رفاعي للاستفسار عن وضع المخطط، إلا أنها لم تتمكن من ذلك.