-A +A
مصطفى أبوعطا (القاهرة)

كشفت مصادر مطلعة لـ «عكاظ» أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع عقد يوم الأحد الماضي اجتماعا مع كل من طارق الزمر، وعاصم عبد الماجد فى إحدى الخيام في ميدان رابعة العدوية في القاهرة لعرض رؤية الجماعة للخروج من المشهد الحالي، والأزمة التي يتعرض لها تيار الإسلام السياسي من وجهة نظرهم .

وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها أن وجهة نظر الجماعة اعتمدت على أن بقاء الوضع كما هو عليه يضر بالتيار الإسلامي، ويفقده شعبيته، وأن أعداد الحشد بدأت فى التراجع مما يستوجب « تحريك المياه الراكدة» مضيفا أن رؤية الجماعة تركزت فى محورين الأول: يتمثل في التصعيد، وطرحت خلاله أن يتم التوسع في تنفيذ عمليات عنف وتفجيرات ضد منشآت هامة وحيوية وعلى نطاق جغرافي واسع مع إرباك وتعطيل المرافق الحيوية في الدولة . وعرضت قيادات الجماعة على المرشد اشتراك عناصرها في هذه العمليات المحتملة في ضوء خبرتهم في تنفيذ أعمال عنف. وطالبت المرشد بتوفير التمويل المالي، وتوفير السلاح المطلوب بالإضافة إلى دعم قتالي من حركة حماس لتوجيه هجمات قوية ضد الجيش المصري والشرطة فى سيناء .

فيما تركز المحور الثاني الذي طرحته الجماعة على عملية التفاوض وأن يتم خلاله إطلاق مبادرة للتفاوض مع الرئيس المؤقت مع فض الاعتصام في ميدان رابعة العدوية، والاستعداد للاشتراك فى الحياة السياسية.

وأبانت المصادر أنه لم يصدر عن المرشد أي رد واضح وهو ما أثار استياء قيادات الجماعة. وفي اليوم التالي للاجتماع استأجر عاصم عبد الماجد حافلة صغيرة ،ونقل بها جميع أفراد أسرته من رابعة إلى أسيوط، بينما وجه طارق الزمر دعوة إلى التفاوض بشرط عدم إقصاء التيار الإسلامي .

وعلق عدد من المحللين والخبراء على نتائج ذلك الاجتماع ، مشيرين إلى أن الواضح أن خيار العنف وترويع المواطنين المصريين هو أحد خيارات التيارات الإسلامية المتشددة وهو ما ظهر خلال الفترة التالية من القيام بأعمال عنف ومنها: تفجير خط الغاز، استهداف منشآت حيوية مهمة، وقتل أفراد من الجيش والشرطة . وقال الخبراء إنه بات واضحا وجود اختلاف بين الحلفاء من التيار الإسلامي حول كيفية التعامل مع الأزمة خاصة فى ضوء إيمان البعض بالتراجع الحاد وغير المسبوق فى شعبية الجماعة في الشارع المصري. وأن هناك محاولة لاستدعاء مشهد 28 يناير 2011 من نشر فوضى فى ربوع الوطن بدعم من حركة حماس