حظيت الأندية الأدبية قبل عامين بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ تمثل بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ أدبي، وهو دعم للعمل الثقافي وللمشهد الثقافي، هذا الدعم السخي ذلل كافة الصعوبات والعقبات التي كانت تقف في طريق بعض الأندية وتحول دون تحقيق طموحاتها، لكن التساؤلات تبقى مطروحة: كيف تعاملت مع هذا الدعم تلك الأندية، وماهي أوجه صرفها، ولا سيما أن رؤساء الأندية الأدبية التقوا مؤخرا بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ــ حفظه الله حرصا من سموه على لقائهم، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، فكيف يرى المثقفون موضوع الدعم.. «عكاظ» طرحت السؤال، فكانت الحصيلة التالية:
في البدء، قال رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف دخيل الله الجهني: «إن الدعم الذي حصلت عليه الأندية الأدبية يؤكد دعم قائد مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ــ حفظه الله، وهو يؤكد اهتمام القيادة بالعمل الثقافي وبالمثقفين»، موضحا أن بعض الأندية الأدبية استثمرت الدعم بالعمل على إنشاء مقرات لها، حيث لا تمتلك مقرات ومبانٍ والبعض الآخر استثمرها في الترميم والإضافة والتحسينات، وتبقى لديها الملايين في أرصدتها تريد صرفها على أوجه أخرى، وذكر أن نادي تبوك الأدبي قام بعمل ترميم للقاعتين الرجالية والنسائية، وكذلك مدخل النادي ولديه الآن أكثر من مشروع؛ مثل الحديقة الثقافية في فناء النادي وغيره من المشروعات، ولكن علينا في الأندية الادبية أن نستثمر هذا المبلغ في مشاريع ثقافية جديدة من شأنها الارتقاء بالمشهد الثقافي.. طبعا جميع هذه الأمور لا تتم إلا بعد موافقة مجلس الإدارة وإقرار تلك المشروعات.
من جهته، قال الكاتب الروائي ماجد سليمان: «لا شك أن الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين وولي عهده حريصون على ما يرفع من تفكير المجتمع وينميه، ولعل أبرز العوامل عامل الثقافة والأدب خاصة، وحرص ولي العهد والتقاؤه برؤساء الأندية مؤخرا تعبير عن اطلاع دائم على أنشطة الأندية التي اعتبرها شخصيا ميتة. أما الدعم الحكومي بعشرة ملايين مع الأسف لم يثمر ثمرة مجنية بحق، فالأندية لا تصدر أعمالا كما يجب ولا تقيم فعاليات وأمسيات إلا أقل من القليل». وأضاف: «المشكلة ليست الدعم ولا أنظمة الأندية المشكلة هم رؤساء الأندية أنفسهم وما شابههم من موظفي الأندية. والدعم وحده لن يؤثر ما دامت أفكار وسياسات الأندية كما هي. لا بد من تغيير كل ما فيها من جذوره، وإلا لما كان المؤلف السعودي نهبا للناشر الخارجي بكل الأوجه».
من جانبه، قال الروائي علوان السهيمي: «قبل أن أجيب ينبغي أن أذكر شيئا في غاية الظرافة، ففي الوقت الذي حصلت فيه الأندية الأدبية على الدعم المادي الذي وصل لعشرة ملايين ريال، وهذه المبالغ ما زالت في خزائن الأندية الأدبية، سمعنا أن رؤساء الأندية الأدبية في اجتماعهم الذي أقيم في الأحساء قبل أشهر كانوا يطالبون بزيادة الدعم المادي من الوزارة، وأنا لا أدري لماذا يطالبون بزيادة الدعم والمبالغ من المكرمة الملكية ما زالت في خزائن النادي، لم يقدموا من خلالها أي شيء يخدم الثقافة»، وأضاف: «إنه شيء مثير للضحك والسخرية والغرابة. ففي الوقت الذي ينتظر المشهد الثقافي مشاريع ثقافية يصرف عليها من الملايين المكدسة في خزائن الأندية، تجدهم يناقشون كثيرا مسألة استثمار هذه الملايين، وكيفية تنميتها، وهم لم يدركوا بعد بأن هذه الأموال لم تحصل عليها الأندية الأدبية إلا لكي تصرف وليس لكي تكدس». وتابع السهيمي: «لم نر منذ وصول الدعم الملكي للأندية الأدبية أي نادٍ أدبي تبنى مشروعا ثقافيا ضخما يصرف عليه من هذه الأموال، في الوقت الذي كنا نرى فيه سابقا مشاريع ثقافية بميزانيات قليلة مقارنة بالدعم الحالي». واعتبر أن الأندية الأدبية في طريقها للموت بعد تجربة الانتخابات الفاشلة التي كان وراءها بعض الجهات وبعض المثقفين أنفسهم، وأتصور أن على إدارات الأندية الأدبية أن تصرف هذه المبالغ في المشاريع الثقافية التي يكون لها صدى طويل، وليس مشاريع وقتية، مثل مشاريع الترجمة وطباعة الكتب وتبني المبدعين، وسأقول مثالا بسيطا فقط: لو استعرضنا ما يصرف على الملتقيات والمهرجانات الثقافية التي تقيمها بعض الأندية في أيام قليلة سنجد بأن ما يصرف عليها يصل إلى مئات الآلاف، أليس من الحصافة أن ندفع نصف هذه المبالغ في طباعة الكتب، وترجمتها، والتي ستبقى للتاريخ، بدلا من جمع عدد من الأشخاص يعرفون كيف يثرثرون بشكل فاتن؟ ويتحجج بعض أعضاء مجالس الأندية بأن اللائحة تنص على إقامة مثل هذه المهرجانات، لكنهم لم يعرفوا بأن التاريخ لا يذكر الثرثرة، إنه يعترف بالكتابة والإبداع.
في البدء، قال رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف دخيل الله الجهني: «إن الدعم الذي حصلت عليه الأندية الأدبية يؤكد دعم قائد مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ــ حفظه الله، وهو يؤكد اهتمام القيادة بالعمل الثقافي وبالمثقفين»، موضحا أن بعض الأندية الأدبية استثمرت الدعم بالعمل على إنشاء مقرات لها، حيث لا تمتلك مقرات ومبانٍ والبعض الآخر استثمرها في الترميم والإضافة والتحسينات، وتبقى لديها الملايين في أرصدتها تريد صرفها على أوجه أخرى، وذكر أن نادي تبوك الأدبي قام بعمل ترميم للقاعتين الرجالية والنسائية، وكذلك مدخل النادي ولديه الآن أكثر من مشروع؛ مثل الحديقة الثقافية في فناء النادي وغيره من المشروعات، ولكن علينا في الأندية الادبية أن نستثمر هذا المبلغ في مشاريع ثقافية جديدة من شأنها الارتقاء بالمشهد الثقافي.. طبعا جميع هذه الأمور لا تتم إلا بعد موافقة مجلس الإدارة وإقرار تلك المشروعات.
من جهته، قال الكاتب الروائي ماجد سليمان: «لا شك أن الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين وولي عهده حريصون على ما يرفع من تفكير المجتمع وينميه، ولعل أبرز العوامل عامل الثقافة والأدب خاصة، وحرص ولي العهد والتقاؤه برؤساء الأندية مؤخرا تعبير عن اطلاع دائم على أنشطة الأندية التي اعتبرها شخصيا ميتة. أما الدعم الحكومي بعشرة ملايين مع الأسف لم يثمر ثمرة مجنية بحق، فالأندية لا تصدر أعمالا كما يجب ولا تقيم فعاليات وأمسيات إلا أقل من القليل». وأضاف: «المشكلة ليست الدعم ولا أنظمة الأندية المشكلة هم رؤساء الأندية أنفسهم وما شابههم من موظفي الأندية. والدعم وحده لن يؤثر ما دامت أفكار وسياسات الأندية كما هي. لا بد من تغيير كل ما فيها من جذوره، وإلا لما كان المؤلف السعودي نهبا للناشر الخارجي بكل الأوجه».
من جانبه، قال الروائي علوان السهيمي: «قبل أن أجيب ينبغي أن أذكر شيئا في غاية الظرافة، ففي الوقت الذي حصلت فيه الأندية الأدبية على الدعم المادي الذي وصل لعشرة ملايين ريال، وهذه المبالغ ما زالت في خزائن الأندية الأدبية، سمعنا أن رؤساء الأندية الأدبية في اجتماعهم الذي أقيم في الأحساء قبل أشهر كانوا يطالبون بزيادة الدعم المادي من الوزارة، وأنا لا أدري لماذا يطالبون بزيادة الدعم والمبالغ من المكرمة الملكية ما زالت في خزائن النادي، لم يقدموا من خلالها أي شيء يخدم الثقافة»، وأضاف: «إنه شيء مثير للضحك والسخرية والغرابة. ففي الوقت الذي ينتظر المشهد الثقافي مشاريع ثقافية يصرف عليها من الملايين المكدسة في خزائن الأندية، تجدهم يناقشون كثيرا مسألة استثمار هذه الملايين، وكيفية تنميتها، وهم لم يدركوا بعد بأن هذه الأموال لم تحصل عليها الأندية الأدبية إلا لكي تصرف وليس لكي تكدس». وتابع السهيمي: «لم نر منذ وصول الدعم الملكي للأندية الأدبية أي نادٍ أدبي تبنى مشروعا ثقافيا ضخما يصرف عليه من هذه الأموال، في الوقت الذي كنا نرى فيه سابقا مشاريع ثقافية بميزانيات قليلة مقارنة بالدعم الحالي». واعتبر أن الأندية الأدبية في طريقها للموت بعد تجربة الانتخابات الفاشلة التي كان وراءها بعض الجهات وبعض المثقفين أنفسهم، وأتصور أن على إدارات الأندية الأدبية أن تصرف هذه المبالغ في المشاريع الثقافية التي يكون لها صدى طويل، وليس مشاريع وقتية، مثل مشاريع الترجمة وطباعة الكتب وتبني المبدعين، وسأقول مثالا بسيطا فقط: لو استعرضنا ما يصرف على الملتقيات والمهرجانات الثقافية التي تقيمها بعض الأندية في أيام قليلة سنجد بأن ما يصرف عليها يصل إلى مئات الآلاف، أليس من الحصافة أن ندفع نصف هذه المبالغ في طباعة الكتب، وترجمتها، والتي ستبقى للتاريخ، بدلا من جمع عدد من الأشخاص يعرفون كيف يثرثرون بشكل فاتن؟ ويتحجج بعض أعضاء مجالس الأندية بأن اللائحة تنص على إقامة مثل هذه المهرجانات، لكنهم لم يعرفوا بأن التاريخ لا يذكر الثرثرة، إنه يعترف بالكتابة والإبداع.