الفتـن جمع فتنة، يقال: فتن المعدن إذا صهـره بالنار ليختبره، وفلان فتن فلانا ليحوله عن رأيه أو دينه.
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) البروج آية 10 ..
والفتـان الشيطان، واللص الذي يعـرض للرفقة في طريقهم، والفتانان: الدرهم والدينار.
والفتـنة: الإعجاب بالشـيء والاستهتار بـه، وبلبلة الفكر، والعـذاب والضلال، وفتنة الصدر: الوسواس.
وفي الاصطلاح هي كل ما يبث في المجتمع ويؤثـر في حياة أبنائه: أمنا ومعيشة وخلقا وعقيدة وما إلى ذلك، إلا أن الفتنة أو الفتن: كالنار تحت الرماد، ساكنة هادئة، حتى يأتي من في قلبه مرض، وجبلت على الشر نفسه، وذلك لحبه للشر والفساد فيحركها ويشعلها.
تأتي الفتنة أيضا بمعنى التشكيك وإضلال الناس، قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهِم زيـغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأوِيلـه) آل عمران: 7 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى المحنة بالحرب، قال تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) الأنفال: 73 ..
وتأتي الفتنة بمعنى الإفساد والتحريض، قال تعالى: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنـة) التوبة: 47 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى المعصية، قال تعالى: ( ألا في الفتنة سقطوا) التوبة: 49 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى القتل، قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عـذاب أليم) النور: 63 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى الأذى: قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذِي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) العنكبوت: 10 ..
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أن يبتعدوا عنها ويهـربوا منها؛ لذا بوب البخاري في صحيحه : بـاب من الدين الفـرار من الفتن.
كما ينبغي له أن يحذر من الدخول في الفتن وإثارتها أو تأجيجها أو المساعدة فيها بتحريض أو تـزيين أو تشجيغ أو بغيره من أشكال الإثارة، وأن يستعيذ بالله تعالى منها ــ فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن ــ وأن يحذر أن يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغـير ذلك؛ فإن الفتن إذا صارت ماثلة لم يسلم منها أحد إلا من رحم الله.
خاتمـة
قال الإمام أحمـد:
(ما رأيت أحدا تكلم في الناس ــ وعابهم ــ إلا سقط.)
نقلها ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (2/140) ..
* أكاديمي سعودي
Alqarni1978@yahoo.com
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) البروج آية 10 ..
والفتـان الشيطان، واللص الذي يعـرض للرفقة في طريقهم، والفتانان: الدرهم والدينار.
والفتـنة: الإعجاب بالشـيء والاستهتار بـه، وبلبلة الفكر، والعـذاب والضلال، وفتنة الصدر: الوسواس.
وفي الاصطلاح هي كل ما يبث في المجتمع ويؤثـر في حياة أبنائه: أمنا ومعيشة وخلقا وعقيدة وما إلى ذلك، إلا أن الفتنة أو الفتن: كالنار تحت الرماد، ساكنة هادئة، حتى يأتي من في قلبه مرض، وجبلت على الشر نفسه، وذلك لحبه للشر والفساد فيحركها ويشعلها.
تأتي الفتنة أيضا بمعنى التشكيك وإضلال الناس، قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهِم زيـغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأوِيلـه) آل عمران: 7 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى المحنة بالحرب، قال تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) الأنفال: 73 ..
وتأتي الفتنة بمعنى الإفساد والتحريض، قال تعالى: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنـة) التوبة: 47 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى المعصية، قال تعالى: ( ألا في الفتنة سقطوا) التوبة: 49 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى القتل، قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عـذاب أليم) النور: 63 ..
وتأتي الفتنة أيضا بمعنى الأذى: قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذِي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) العنكبوت: 10 ..
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أن يبتعدوا عنها ويهـربوا منها؛ لذا بوب البخاري في صحيحه : بـاب من الدين الفـرار من الفتن.
كما ينبغي له أن يحذر من الدخول في الفتن وإثارتها أو تأجيجها أو المساعدة فيها بتحريض أو تـزيين أو تشجيغ أو بغيره من أشكال الإثارة، وأن يستعيذ بالله تعالى منها ــ فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن ــ وأن يحذر أن يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغـير ذلك؛ فإن الفتن إذا صارت ماثلة لم يسلم منها أحد إلا من رحم الله.
خاتمـة
قال الإمام أحمـد:
(ما رأيت أحدا تكلم في الناس ــ وعابهم ــ إلا سقط.)
نقلها ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (2/140) ..
* أكاديمي سعودي
Alqarni1978@yahoo.com