هل شعرت في يوم من الأيام، أو خطر ببالك أن العيد لا يأتي إلا لهدف؟ وبأنه يود أن يخبرنا بشيء ما حين يطل علينا كل عام؟ ألم يتبادر إلى ذهنك أن ما يريد قوله لنا كل عام يختلف عن سابقه في التفاصيل، لكنه يتفق في المعنى؟. لا تنزعج إن لم تفعل! لأن نسبة كبيرة من البشر لم يسبق لها أن فكرت أو تساءلت عن الأمر، لأنها منشغلة بأمور أخرى سرقت منها وقتها وأطفأت جمر التساؤل بداخلها، فلم تعد تسمع صوت التغريد ولا تشعر بدغدغة الأعياد. لا تقلق، سأخبرك لاحقا بما يود أن يقوله العيد لي ولك، لكن دعني أولا أحدثك قليلا عن تلك الدغدغة. نعم! دغدغة! ألم يسبق أن شعرت بها؟ بلى فعلت، ثق بي! لقد شعرت بها في طفولتك حين كنت تقف بجانب والديك أمام البائع لتشتري لعبة وعِدت بها مع إطلالة هلال العيد، وشعرت بها في شبابك حين كنت مشغولا بنزع الأغلفة عن ملابسك الجديدة التي اخترتها لتؤدي بها صلاة العيد، وستشعر بها أيضا وأنت كهل حين تستقبل أبناءك وأحفادك وأقاربك بعد طول انقطاع، ويدفئك عظيم اهتمامهم. لكنك قبل كل ذلك ستشعر بها كإنسان مسلم حين تتأمل حجم إصرارك على تربية نفسك روحيا وجسديا وكبح رغباتها لشهر كامل، دون أن تنهار أو تفكر بالتراجع للحظة، طمعا في رضا الخالق.
إن دغدغة الأعياد لا ترسم على شفاهنا سوى الفرح، ولا تأتي إلا به. إنها المحرض الأول على الاستمرار في الابتسام حتى في غمرة أحزاننا، فهي تنتزع كل همومنا وتطير بها إلى طريق لا رجعة منه.
أخيرا، أقول بأني ــ هذا العام ــ أشعر بدغدغة العيد قبل أن يطل، رغم أني قضيت، ولأول مرة في حياتي، شهر الصيام والقيام بعيدا عن أهلي ومنزلي.. بل ومدينتي. لكني ــ ولله الحمد ــ وجدت فيمن التقيت عيدا! أليست زينة الأعياد نقاء قلوب محبة، وأيادٍ تمتد بهمة، وضحكات تجبرك على القهقهة وطرد الآلام مهما عظمت! بالتأكيد.
ولن أنسى أن أخبرك ــ يا عزيزي القارئ ــ بأن العيد لا يأتي إلا ليقول لي ولك، بأن الفرح ــ يا صديقي ــ سيزورنا حتما، مهما أوصدت الأحزان أبواب قلوبنا، فقط علينا التوقف عن الانشغال بما يقتل زهور آمالنا.
كل عام وأنت بخير.
إن دغدغة الأعياد لا ترسم على شفاهنا سوى الفرح، ولا تأتي إلا به. إنها المحرض الأول على الاستمرار في الابتسام حتى في غمرة أحزاننا، فهي تنتزع كل همومنا وتطير بها إلى طريق لا رجعة منه.
أخيرا، أقول بأني ــ هذا العام ــ أشعر بدغدغة العيد قبل أن يطل، رغم أني قضيت، ولأول مرة في حياتي، شهر الصيام والقيام بعيدا عن أهلي ومنزلي.. بل ومدينتي. لكني ــ ولله الحمد ــ وجدت فيمن التقيت عيدا! أليست زينة الأعياد نقاء قلوب محبة، وأيادٍ تمتد بهمة، وضحكات تجبرك على القهقهة وطرد الآلام مهما عظمت! بالتأكيد.
ولن أنسى أن أخبرك ــ يا عزيزي القارئ ــ بأن العيد لا يأتي إلا ليقول لي ولك، بأن الفرح ــ يا صديقي ــ سيزورنا حتما، مهما أوصدت الأحزان أبواب قلوبنا، فقط علينا التوقف عن الانشغال بما يقتل زهور آمالنا.
كل عام وأنت بخير.