-A +A
سامي خميّس
يعود تاريخ بسطات حلاوة العيد في شارع البنط أمام مسجد عكاش إلى ما قبل قرن من الزمان كمظهر تراثي يبعث البهجة في النفوس في العشرة الأواخر من رمضان، وكان ذلك أيام الحلاوة اللدو والهريسة واللبنية وغيرها، قبل أن تعرف الشوكولاتة واللوزية وبقية الحلوى.
من أشهر باعة الحلوى أحمد البابا، وكان يعاونه الشيخ سليمان أبو سبعين حتى وفاة البابا، وبعدها أصبحت بسطة أبو سبعين من أشهر البسطات، أيضا، الجار، وأبو صفية، وعبدالكريم بكر، وغيرهم كانت لهم بسطات في نفس الشارع.

وحتى بعد أن اتسعت رقعة جدة في اتجاهاتها الأصلية الأربع، وانتشرت مراكز التسوق التي تبيع كل شيء بما فيها حلويات العيد، لم ينقطع أهل جدة والمقيمون بها عن الذهاب إلى وسط البلد مع أبنائهم وأحفادهم ليستعيدوا تراث الآباء والأجداد في جو رمضاني يستمتعون فيه بسماع أهازيج باعة حلاوة العيد التي تطل بهجته عليهم.
يقول الأستاذ أمين أبو سبعين: «في هذه السنة فوجئنا ببلدية جدة التاريخية، ممثلة في مراقبها عبدالله الشيخ، بمداهمتنا ومنعنا من العمل حتى يتم تصغير البسطة إلى مساحة (3×3 متر)، بعد أن كانت أكبر من ذلك، علما بأن هذه البسطات لها عداد كهرباء مستقل لكل بسطة، وتوجد لدينا خارطة توضيحية بعدد المباسط ومواقعها، خصوصا أن البسطات لا تعيق حركة المارة ولا أصحاب المحلات ومصرح بإقامتها من الأمانة منذ عشرات السنين، يكمل الأستاذ أبو سبعين.. الغرض من هذه البسطات المحافظة على التراث والعادات الحجازية ليشاهدها زوار المنطقة التاريخية، لقد تعرضنا للسحب ــ مع الأسف ــ من قبل رجال الشرطة كأننا مجرمون أمام الجميع، وتم تصويرنا من قبل رواد السوق أثناء معركة تكسير البسطات.
هل هذه مكافأتنا على محافظتنا على تراث جدة؟ شكرا لبلدية جدة التاريخية لعدم تقديرها واحترامها لمن يحاول المحافظة على جزء من تراث جدة الذي أصبح فلكلورا يستمتع به أهل جدة وزوارها».
فعلا، هو فلكلور لا بد من الإبقاء عليه، بل ويجب على أمانة جدة تشجيع ودعم هذا التراث الذي نراه في كافة العواصم العربية والإسلامية.
رفقا بجدة وتراثها، رفقا بأصحاب البسطات.