-A +A
عبدالله محمد الفوزان
أستطيع أن أمدح مجلس الشورى وأدغدغ مشاعر رئيسه وأعضائه بكلمات الإطراء والتبجيل وهم حقا يستحقون الشكر والامتنان..
لكنني أردت في هذا المقال أن أكون صادقا وأمينا مع إخواني في مجلس الشورى لأنقل لهم تطلعات المواطنين وآمالهم من هذا المجلس.
فإذا لم يكن مجلس الشورى صوتا للمواطن ومدافعا عن حقوقه وصائنا لكرامته فإنه حتما سيفقد قيمته لدى المواطنين.
أحداث كثيرة يتعرض لها المواطن وآمال عريضة يتمنى تحقيقها لكنه يرى بأن مجلس الشورى الموقر في وادٍ وهمومه وتطلعاته وآماله كمواطن في وادٍ آخر.
أين مجلس الشورى وهو يرى خسائر المواطنين من كل جانب في سوق الأسهم وصناديق الاستثمار في البنوك وشركات وهمية وخاسرة مصرح لها وهوامير النصب على المواطنين الذين يجمعون مدخراتهم ويهربون بها إلى الخارج؟
لماذا لم تكن هذه القضايا حاضرة في أجندة المجلس ليهب ويقف في وجه النصب والنصابين والاحتيال والمحتالين بحق ملايين المواطنين الذين نهبت أموالهم في وضح النهار فيستدعي الجهات المعنية للمساءلة وتحديد مسؤولية كل منها ورفع التوصيات لولي الأمر لاتخاذ مايلزم من باب الأمانة وأداء الواجب؟
هاهو المواطن اليوم يرى بأم عينه أسعار المواد الغذائية وهي ترتفع بمعدلات فاحشة وخيالية ووزارة التجارة تتفرج وتبرر بينما المواطن المسكين يصرخ ولا أحد يسمع صراخه... هل من منقذ؟
مناسبة عظيمة لمجلس الشورى كي يحظى باحترام المواطن وثقته لو تدخل في مثل هذا الظرف لينصفه من مصاصي الدماء ومحترفي السرقة والمصابين بداء الجشع ونهب جيوب المواطنين كلما لاحت لهم الفرصة وحانت.
وهاهي مئات الأصناف من السلع المغشوشة والمقلدة تمتلئ بها أركان شوارعنا ومثلها من الأدوية الفاسدة وتعرض حياة المواطن للخطر بينما يناقش المجلس الرضاعة الطبيعية والرضاعة الاصطناعية للمرأة وكأن قضايانا توقفت على هذه القضية.
آلاف مؤلفة من أولادنا وبناتنا عاطلون عن العمل أو عاجزون عن دخول الكليات والجامعات وتحيط بهم الأمراض الجسدية والنفسية من كل جانب ويتخطفهم مروجو المسكرات والمخدرات، بينما مجلس الشورى يقف متفرجا فأنى له أن يكسب ثقة المواطن واحترامه؟
عمليات التزوير في تواريخ المواد الغذائية وملايين العبوات من الحليب الفاسد وأكوام مكدسة من اللحوم الفاسدة والأدوية منتهية الصلاحية تباع في أسواقنا ويتجرع مرارتها المواطن ويدفع حياته ثمنا لها حيناً وصحته أحيانا أخرى ومع ذلك تنتهي المسألة عند نشر الخبر في الجريدة في وقت كان ينبغي على مجلس الشورى الموقر أن يهب لمساءلة الجهة المعنية ومسح دمعة المواطن ومنحه الثقة الكاملة بأن هناك من يقف إلى جانبه ويردع كل من تسول له نفسه أن يغشه أو يتستر على من يغشه أو يقصر في متابعة ومعاقبة من يغشه.
نعم مجلس الشورى يجب أن يتفاعل مع هموم المواطنين قبل غيره من المؤسسات عبر المساءلة والمحاسبة لأي تقصير من جهة من الجهات، وهنا فقط سيجد مجلس الشورى أن له مكانا متميزا في قلوب المواطنين...
هذا وللجميع أطيب تحياتي.

Dr_Fauzan_99@hotmail.com