-A +A
محمد الأحمد
أحبابى بارك الله فيكم وكل عام وأنتم بكل خير وفرح وسرور
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وأعاده الله علينا وعليكم وعلى امة سيدنا محمد بالخير والبركات.
ها هو عيد الفطر قد هل علينا وهو فرصة جميلة لجبر كل مكسور ووصل كل مقطوع وإفراح كل حزين.
وذلك بالزيارات العائلية لتوطيد علاقات الاسر وصلة الارحام وزيارة المرضى فى المستشفيات وجبر خواطرهم بما يرضي الله عز وجل وإدخال الفرح والسرور لمن تعرف ولمن لا تعرف فقط بالابتسامة والكلمة الطيبة وخاصة لمن هم على رأس العمل ويقومون بخدمة عباد الله فى جميع القطاعات بارك الله فيهم وعليهم.
وفي العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» في عيد الفطر.
أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن تشترك أعداد كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتعلم كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية.
وللمسلمين ثلاثة أعياد لا رابع لها وهي:
* الأول: عيد الأسبوع: وهو يوم الجمعة، خاتمة الأسبوع.
قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى: (باب الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد، وأن النهي عن صيامه إذ هو يوم عيد) حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده).
* الثاني: عيد الفطر: من صوم رمضان، وهو مرتب على إكمال صيام رمضان، الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهو يوم الجوائز لمن صام رمضان فصان الصيام، وقام فيه فأحسن القيام، وأخلص لله تعالى في أعماله، وهو يوم واحد أول يوم من شهر شوال.
* الثالث: عيد النحر: وهو ختام عشرة أيام هي أفضل الأيام، والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها، حتى فاق الجهاد في سبيل الله تعالى الذي هو من أفضل الأعمال، كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما من الأيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء).
وهذا العيد هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وقبله يوم عرفة وهو من ذلك العيد أيضا، وبعده أيام التشريق الثلاثة وهي عيد أيضا، فصارت أيام هذا العيد خمسة؛ كما في حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب).
وهذا العيد أعظم من عيد الفطر، قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-: وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مرتب على إكمال الحج. وقال شيخ الإسلام بعد ذكره قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة: 3]: (ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم أعياد الأمة الحنيفية؛ فإنه لا عيد في النوع أعظم من العيد الذي يجتمع فيه المكان والزمان وهو عيد النحر، ولا عين من أعيان هذا النوع أعظم من يوم كان قد أقامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعامة المسلمين).
وكل عام وأنتم بخير.

habutalib@hotmail.com