-A +A
رؤى صبري
في موقع أمانة جدة على الشبكة العنكبوتية هناك أيقونة مكتوب عليها « مبادرات الأمانة » ، وردت إحداها تحت عنوان: حملة القضاء على الحفر والهبوطات في شوارع جدة، والمضحك المبكي في آن أن هذه المبادرة وضعت الرقم 940 للاتصال عليه في حالة أراد مواطن أو مقيم الإبلاغ عن حفرة أو هبوط في أحد الشوارع.. وسوف أورد هنا ما جاء في الموقع حول هذا الموضوع حرفيا أي قص ولصق «حملة القضاء على الحفر والهبوطات في شوارع جدة، طرق التبليـغ عن الحفر الوعائية أو الهبوطات أو مخالفة أغطية الخدمات.. هاتفيا: بالاتصال على الرقم 940 ، اضغط هنا لتعبئة النموذج، جغرافيا: اضغط هنا لتعبئة النموذج ببيانات الحفرة الوعائية بالإضافة إلى تحديد الموقع على خريطة جدة» ، ثم تورد ملاحظة: «في حالة وجود حفرة وعائية وهبوط بنفس المكان، يتم التبليـغ عن الهبوط لأنه يعتبر المسبب الرئيسي للحفر». إلى هنا قد يبدو الأمر طبيعيا ويمكن أن نجده في أي من مواقع أمانات وبلديات المدن الحديثة حول العالم، وهذا بالتأكيد سيبدو كذلك لمن يعيش خارج جدة، ولم يحظ بزيارتها على الإطلاق، وربما أشاد بجهود الأمانة وبطريقة تعاملها الراقي !!! مع الحفر في شوارع مدينة نلقبها بعروس البحر الأحمر، بل ربما حسد أصحاب المركبات في جدة على قيادتهم في شوارع «ما في منا» على رأي إخواننا الشوام.
لكن من يعيش هنا سيدرك تماما مدى غياب المسؤولية عند مسؤولي الأمانة الذين وضعوا تلك التعليمات على الموقع وبأنها لم تكن سوى محاولة لذر الرماد في عيون المواطنين وتلميع واضح لصورة الأمانة في عيون المتصفحين.

أقول ذلك لأن ما ورد في الموقع شيء والواقع شيء مختلف تماما فالشوارع مليئة بالحفر والهبوطات وطبقة الإسفلت المتهشمة جراء أملاح البيارات الطافحة في أكثر من حي وكلها لا تحتاج إلى أي بلاغات إلكترونية، كونها لا تخفى إلا عن أعمى بصر وبصيرة وبالذات الحفر التي لا يكاد يخلو أي شارع منها، إلا ما رحم ربي وبالذات وسط وجنوب وشرق جدة، حيث يصل عددها إلى الآلاف على الرغم من مرور الأيام والشهور والأعوام وهي في تكاثر كالفطر دون أن يلتفت إليها أحد أو تهتم بأمرها فرق الصيانة في الأمانة..
في الختام، يبقى من المهم أن نعرف ما إذا كان هذا التقصير في ردم حفر شوارع جدة ناتجا عن مقاولي حفريات المشاريع التابعة لأكثر من جهة والذين لا يعيدون ردمها، أم من قبل الأمانة التي لا يهمها ما تتعرض له سيارات المواطنين والمقيمين من تلفيات وحوادث ولا يهمها كذلك صورة جدة في عيون زوارها القادمين من جميع الأنحاء وما أكثرهم، وهو ما يعد مخالفة واضحة لرؤية الدولة التي تنفق مئات الملايين على تحسين وتجميل المدن وفي مقدمتها جدة، أم أن السبب الرئيس كما أعتقد والله أعلم هو أن المواطن في جدة لم يكلف نفسه عناء الاتصال بالرقم 940 !!!.