-A +A
عبدالله يوسف بكر
نسمع بين وقت وآخر عن تكامل شبكة الصرف الصحي لجدة التاريخية، إلا أننا -وعلى مر السنين- نرى طفح المجاري يتكرر في معظم أنحائها وليس في أوقات الذروة أو في مناسبات معينة بل في سائر أيام السنة.
وقد ظهر ذلك بصورة سيئة في رمضان الماضي وبشكل فاضح حتى تكونت أنهار من المياه الآسنة تمشي بين المتسوقين والزائرين والعاشقين لجدة التاريخية، بما لا يليق بحب الناس لها وبما يلحق الضرر بهم من استنشاق إجباري للرائحة النتنة وتلوث أحذيتهم وربما ملابسهم، إضافة لما يمكن أن يلحق بهم من أمراض عن طريق الجراثيم والميكروبات المصاحبة لتلك المجاري.

وحيث إن جميع محلات وبسطات جدة التاريخية تعول كثيرا على موسم رمضان لما فيه من حركة شرائية غير عادية، فقد كانت المياه الآسنة معيقة لحركة المتسوقين والزوار كما هي للباعة.
ولك أن تتصور بائعي العطور وهم يعرضون رائحة عطر معين بينما تفوح بجانبهم رائحة نتنة.
ولك أن تتصور المتسوقين وهم يتناولون البليلة والكبدة والحلويات في ذلك الجو العبق برائحة المجاري.
ولك أن تتصور أن يدخل بعض المتسوقين إلى المحلات ويلوثوا أرضياتها بما في أحذيتهم من قاذورات.
ولك أن تتصور تلك الأعداد الكبيرة من عوائل وأهل جدة وضيوفها الذين ألفوا وعشقوا زيارة جدة التاريخية وهم يبحثون عن مسار آمن بعيدا عن مياه الصرف الصحي.
وقد أقيمت بعض الأنشطة خلال الشهر الكريم ومنها المحاضرات والندوات التي لها علاقة بتاريخ وتراث جدة والتي أقامتها جمعية المحافظة على التراث العمراني في بيت نصيف، وكذلك استقبال متحف ومقعد جدة وأيامنا الحلوة لأعداد كبيرة من الأهالي والزوار من مختلف الجنسيات، إلا أن ما أفسد استمتاع الزوار بذلك هو مياه الصرف الصحي على سطح الشوارع وصعوبة الحركة، وقد اضطر البعض إلى وضع ألواح من الأخشاب فوقها ليعبروا إلى الضفة الأخرى من نهر المجاري.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد البيوت المرممة خلال الفترة القادمة، كما أنه من المتوقع افتتاح بعض المتاحف والمعارض التراثية والمشاريع المختلفة التي ستجذب أعدادا إضافية من الزوار والسواح.
ويتطلب ذلك اهتماما بخدمات جدة التاريخية ومنها الصرف الصحي الذي أجزم بضرورة تغيير شبكته إلى مواسير ذات أقطار أكبر لاستيعاب الكميات، كما أرجو أن يتم التحقيق في مواصفات المواسير السابقة المركبة حاليا، فهناك احتمال أن تكون مخالفة للمواصفات.