اقرأ هذه الأيام رواية علاء الأسواني الجديدة «نادي السيارات» وهي تحكي مصر عبر الأربعينات من القرن العشرين، ومن جمال وظرافة الشخصيات أتوقف فصلا بعد فصل كي لا تنتهي متعتي، أختار الأسواني مبتكر السيارة وهو الألماني كارل بنز (الذي لا زالت سيارات مرسيدس بنز تحمل اسمه حتى اليوم) مدخل ذكي للرواية، وجدت متعتي وأنا أقرأ عن تهكم سكان مدينته الصغيرة عندما فقد سيطرته على مكابح مركبته الشيطانية في العرض الأول الذي كان السيد بنز يحلم أن تحل محل العربات والأحصنة ، دخل كارل في موجة اكتئاب حاد حتى ساعدته زوجته في اكتشاف عيوب المركبة الغريبة فانتشر صيته عبر القارة، شخصياً قرأت مئات القصص من هذا النوع من غاندي إلى انشتاين إلى بيتهوفن إلى علي النعيمي لكن هذا التفكير يجب أن ينتهي، للأجيال الجديدة أقول لا يوجد فكرة صحيحة أو فكرة خاطئة لا يوجد فكرة نسخر منها أو نبجلها، المهم هو كيف تدعم فكرتك وتجعلها واقعية ومنطقية ومحببة.
****
أثناء ذروة الانتخابات الأمريكية أكتوبر الماضي كنت أسمع وأشاهد أسماء المرشحين «أوباما» «رومني» ما لا يقل عن 40 مرة في الراديو والتلفزيون والنادي والجامعة والمقهى والحديقة والمكتبات ومكاتب الولاية وعلى الشاطئ والقطار وغرفة النوم، صباح يوم 7 نوفمبر انتهى كل شيء لا يوجد شيء خاطئ فيمن دعموا أفكار رومني ولا شيء صحيح لمن دعم أوباما، ذهبت مرة لتجمع شباب حركة حفلة الشاي وهي حركة أمريكية فضفاضة نشأت بسبب الأزمة المالية عام 2009 وتقع سياسياً على يمين الحزب الجمهوري، التجمع شمل طلاب سياسة واقتصاد ومحافظين وأناركيين والرئيس التنفيذي لجمعية حراك مُلاك الأسلحة، كان التجمع في مقهى ستاربكس وكان الحديث عن أزمة مشروع الـGun Control حظر تداول واستخدام الأسلحة، كانوا متفقين أن امتلاك السلاح وحق بيعه وشرائه من أبسط حقوق المواطن الأمريكي بنص المادة الثانية من الدستور الأمريكي لكن الاختلاف هو في إضافة أسباب أخرى لتدعيم وجهة نظرهم هذه، انتهى الاجتماع والطريف أنهم ملتزمون بالشاي حتى في طلباتهم لأن الجميع طلب شاي ما عدا شخص واحد تعرفونه طلب كوفي لاتيه، بعد أسبوع تجمع ما يقارب من ألف شخص في الحديقة العامة وسط بوسطن للدفاع عن ذات الحق.
على بعد 180 كيلو متر من الحديقة تقع مدينة نيوتاون، في هذه المدينة قبل 3 شهور من هذا اللقاء وبسبب التساهل في امتلاك الأسلحة قتل 27 شخصا منهم 14 طفلا في مدرسة، لا يهمني حين تقول يجب أن تمنع الأسلحة لحماية الأبرياء أو قد تدافع عن حرية امتلاك السلاح الشخصي، ما يهمني هو كيف تدعم وجهة نظرك.
*****
عام 2005 صدر فيلم Thank You for Smoking شكراً لأنك تدخن، حصل الفيلم على تقييم جيد في قاعدة السينما وهو مأخوذ من رواية ساخرة بنفس الاسم للروائي كريستوفر بيكلي، فكرة الفيلم ببساطة أن تحالف شركات التبغ الأمريكية وظف السيد نيك كمتحدث لحملة دعائية لشرح فوائد التدخين، نيك الوسيم والمتحدث الجيد يرأس أيضاً أكاديمية دراسات التبغ وهو مركز أبحاث يدعم الفوائد الصحية والاجتماعية للتدخين، وبين حيرته في شرح طبيعة عمله لإبنه وأصدقائه وإيمانه بما يقوم ويقول تحدث مشاهد الفيلم، فلسفة العمل وسخريته هو أنه بغض النظر عن فكرة البحث التي تفكر بها كطالب جامعي أو نظرتك للحياة أو عاداتك اليومية المهم هو كيف تقنع بها الآخرين، الآن قاوم كل الأفكار التي تسكنك وحاول تمرين عقلك أن المستحيل ممكن!
****
أثناء ذروة الانتخابات الأمريكية أكتوبر الماضي كنت أسمع وأشاهد أسماء المرشحين «أوباما» «رومني» ما لا يقل عن 40 مرة في الراديو والتلفزيون والنادي والجامعة والمقهى والحديقة والمكتبات ومكاتب الولاية وعلى الشاطئ والقطار وغرفة النوم، صباح يوم 7 نوفمبر انتهى كل شيء لا يوجد شيء خاطئ فيمن دعموا أفكار رومني ولا شيء صحيح لمن دعم أوباما، ذهبت مرة لتجمع شباب حركة حفلة الشاي وهي حركة أمريكية فضفاضة نشأت بسبب الأزمة المالية عام 2009 وتقع سياسياً على يمين الحزب الجمهوري، التجمع شمل طلاب سياسة واقتصاد ومحافظين وأناركيين والرئيس التنفيذي لجمعية حراك مُلاك الأسلحة، كان التجمع في مقهى ستاربكس وكان الحديث عن أزمة مشروع الـGun Control حظر تداول واستخدام الأسلحة، كانوا متفقين أن امتلاك السلاح وحق بيعه وشرائه من أبسط حقوق المواطن الأمريكي بنص المادة الثانية من الدستور الأمريكي لكن الاختلاف هو في إضافة أسباب أخرى لتدعيم وجهة نظرهم هذه، انتهى الاجتماع والطريف أنهم ملتزمون بالشاي حتى في طلباتهم لأن الجميع طلب شاي ما عدا شخص واحد تعرفونه طلب كوفي لاتيه، بعد أسبوع تجمع ما يقارب من ألف شخص في الحديقة العامة وسط بوسطن للدفاع عن ذات الحق.
على بعد 180 كيلو متر من الحديقة تقع مدينة نيوتاون، في هذه المدينة قبل 3 شهور من هذا اللقاء وبسبب التساهل في امتلاك الأسلحة قتل 27 شخصا منهم 14 طفلا في مدرسة، لا يهمني حين تقول يجب أن تمنع الأسلحة لحماية الأبرياء أو قد تدافع عن حرية امتلاك السلاح الشخصي، ما يهمني هو كيف تدعم وجهة نظرك.
*****
عام 2005 صدر فيلم Thank You for Smoking شكراً لأنك تدخن، حصل الفيلم على تقييم جيد في قاعدة السينما وهو مأخوذ من رواية ساخرة بنفس الاسم للروائي كريستوفر بيكلي، فكرة الفيلم ببساطة أن تحالف شركات التبغ الأمريكية وظف السيد نيك كمتحدث لحملة دعائية لشرح فوائد التدخين، نيك الوسيم والمتحدث الجيد يرأس أيضاً أكاديمية دراسات التبغ وهو مركز أبحاث يدعم الفوائد الصحية والاجتماعية للتدخين، وبين حيرته في شرح طبيعة عمله لإبنه وأصدقائه وإيمانه بما يقوم ويقول تحدث مشاهد الفيلم، فلسفة العمل وسخريته هو أنه بغض النظر عن فكرة البحث التي تفكر بها كطالب جامعي أو نظرتك للحياة أو عاداتك اليومية المهم هو كيف تقنع بها الآخرين، الآن قاوم كل الأفكار التي تسكنك وحاول تمرين عقلك أن المستحيل ممكن!