-A +A
عبدالله ابو السمح
حديثا صار هناك تخصص طبي خاص بمعالجة الألم Pain Managment وفي الغالب هو تخصص عال لأطباء التخدير، لأن إيقاف الإحساس هو من بركات البنج التي مكنت الاطباء من إجراء أعقد العمليات والمريض غائب عن الوعي، وقد ارتقى التخصص في التخدير إلى معالجة الألم الذي يتعرض له المرضى بأمراض خطيرة ومؤلمة كالسرطان الذي لا تنفع معه المسكنات العادية، وكذلك في بعض الأمراض التي صارت منتشرة حديثا كآلام الظهر والمفاصل والصداع النصفي الذي يطرح المريض أرضا من شدته ولا ينفع فيه ابتلاع إسبرين العالم، والمستشفيات العالمية منذ سنوات عديدة صارت فيها أقسام متخصصة لمقاومة الألم، كما أن كليات الطب في الدول الغربية تدرس تخصصات عالية لذلك والحمد لله أنه مؤخرا بدأت جامعة الملك عبدالعزيز بتدريسها مؤخرا، لكن لا توجد حقيقة أقسام لذلك في مستشفياتنا وإن كانت تظهر أحيانا إعلانات عن حضور أطباء زائرين متخصصين لعلاج الألم لفترة قصيرة وبكشف مرتفع.
الدكتور عبدالله كعكي أستاذ علم التخدير في جامعة الملك عبدالعزيز وأيضا تخصص في علاج الألم وصار يلقي دروسا لطلاب الطب عن ذلك وهو جهد مشكور للحاجة لهذا التخصص ونرجو من جامعة المؤسس الحبيبة أن تشجع على ذلك. كنت في نقاش معه عن الألم فبادرني بتفسير عميق لمعنى «العذاب» بأنه زيادة في الشعور بالألم وهذا هو المعنى في زيادة الألم الأخروي أي العذاب «كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب» النساء 56.

كم يسرك أن تحادث عالما في تخصصه وبروافد من الثقافة العريضة، فاللهم زدنا من هؤلاء وانقص من الأدعياء والسخفاء.