حذر أطباء مختصون من ارتفاع معدلات السمنة في المملكة، خاصة بين الأطفال، تحذيرات الأطباء جاءت على خلفية الإحصائيات الحديثة التي بينت ارتفاع نسب البدانة إلى 50 في المئة بين النساء و30 في المئة بين الرجال، استنادا إلى عدة عوامل أبرزها الفئة العمرية، الجنس، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد، وكشفت دراسات بحثية أن معدلات زيادة الوزن بين الرجال والنساء السعوديات تجاوزت الـ60 في المئة، كما أكدت الدراسات الصحية التي أجريت مؤخرا أن 34 في المئة من متوسطي الأعمار من الرجال مصابون بالبدانة، في حين تصل هذه النسبة إلى 45 في المئة بين النساء في نفس السن، وتفشت تلك الظاهرة بين الأطفال قبل سن المدرسة حتى المواليد.. ولإلقاء الضوء أكثر على المشكلة المستفحلة تفتح «عكـاظ» هذا الملف وتحاور عددا من مرضى السمنة المفرطة حول معاناتهم المزمنة وكيف يتعايشون مع المرض، وايضا تستطلع آراء الأطباء والمختصين حول هذا الداء الذي يهدد حياة الكثيرين؛ أسبابه، سبل الوقاية والحد من انتشاره.
بداية، اعتبرت (نعيمة.ع) طالبة جامعية، السمنة المفرطة سبب حرمانها من التمتع بالأزياء الحديثة ومجاراة الموضة، مما جعلها تضطر إلى ارتداء الملابس الداكنة الفضفاضة لإخفاء بدانتها، على حد قولها.
وقالت نعيمة «أبدوا بجسمي الضخم أكبر من عمري الفعلي، ففي الوقت الذي تلهو فيه صديقاتي ويمرحن، لا أنا أغادر مكاني، لأنني أعاني من حرج كبير حتى لا أغادر أحيانا قاعة الدراسة وعندما أسير مع صديقاتي أشعر وكأنني والدتهن، كما أن تعليقات بعض الطالبات تشعرني بالأسى على نفسي، خاصة عندما قالت إحدى المعيدات بأنني من المستحيل أن أنسى مصروفي في الوقت الذي نسيت فيه تسليم تكليف المقرر الدراسي.
وزادت «حاولت أن أجرب حميات مختلفة وجميعها باءت بالفشل، وانتابني الإحباط من كل شيء، وامتنعت من الذهاب إلى الجامعة أو مخالطة الناس، ولا أجد متعة الا بتناول الطعام الذي يعد سبب معاناتي».
كتلة من الشحوم
واستدعت السمنة المفرطة التي يعاني منها الشاب خالد محسن شاعري، الذي يبلغ وزنه 610 كيلوجرامات ويعاني من أمراض عدة، تدخل الدفاع المدني بمنطقة جازان بالتعاون مع الشؤون الصحية والهلال الأحمر والنقل الجوي والجهات المشاركة الأخرى لنقله من مقر سكنه في جازان إلى الرياض لاستكمال علاجه وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية الكريمة.
إلى ذلك، أكد استشاري جراحة المناظير والسمنة ورئيس الفريق الطبي والمشرف على علاج شاعري الدكتور عائض القحطاني تقييم جميع وظائف جسم شاعري من قبل 30 طبيبا استشاريا وأخصائيا، كما تمت معالجة مشكلة التنفس والاختناق أثناء النوم التي يعاني منها المريض، بعد أن عمل الفريق الطبي على رفع كفاءة الرئتين من 500 إلى 1500، وبما يحقق النوم الطبيعي له.
وأضاف «يعاني شاعري من نزول في كثافة العظام وعدم استخدام عضلاته، مما تسبب في ضعفها كما تسبب عدم الحركة في تدني كثافة العظام، وتم العمل على العناية بالجلد، خاصة أن مناطق من جسمه تعاني من تقرحات بسبب بقائه الطويل على السرير».
وأردف رئيس الفريق المشرف على علاج شاعري أنه تم وضع طرق تغذية وتصحيح بعض النواقص في المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، مشيرا إلى أن في حالة شاعري كان سبب السمنة خليطا من القابلية الجينية حيث يعاني شقيقه وشقيقته من السمنة، والسبب الثاني البيئة المحيطة به حيث لم تساعد على الحركة أو تغيير النمط الغذائي له بل كانت أسبابا ساهمت في زيادة الوزن المفرط».
وعن التدخل الجراحي أكد القحطاني، نعمل على دراسة جسم شاعري في تلقي البدائل الغذائية ومدى استجابته لهذه البدائل، بالإضافة إلى غذاء خاص يعمل على إذابة الدهون داخل البطن والكبد وبعد عدة أسابيع سوف يتم اتخاذ قرار التدخل الجراحي أو الاستمرار في البدائل الغذائية.
تركيب بالون
التصقت صفة البدانة بمفرح الجابري (27 عاما) منذ الصغر، وأخذت تنمو مع تقدم العمر، ولكن لقلة ذات اليد وعدم توفر المستشفيات المتخصصة في منطقة جازان وقتها حالت دون علاجه ليتحول إلى كتلة من الشحوم والدهون المتحركة، «عكـاظ» التقت بالجابري الذي حمد الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وقال «إن ما أنا عليه من سمنة مفرطة ما هو إلا ابتلاء من الله وأنا أواجه ذلك بالصبر، ولقد حاولت العلاج وراجعت مصحات متقدمة وخضعت لعملية تركيب بالون انفجر بعد مرور ستة أشهر».
وأضاف «بعد فشل العملية الأولى بدأت رحلة علاج جديدة بمستشفى عسير وأقنعني الطبيب بتدبيس المعدة، ولكنه اشترط تخفيف وزني بنسبة 30 كلغ، كما راجعت مستشفيات عدة خاصة بمدينة أبها، إلا أن تكلفة عملية التدبيس العالية والبالغة نحو 40 ألف ريال حالت دون إتمام العلاج، لتواصل بدانتي نموها المرهق حتى وصل وزني 185 كلغ، ومنذ خمس سنوات أصبت بمرض الضغط وآلام شديدة بالركب ويعتريني القلق والاكتئاب».
وزاد «بدانتي الزائدة حالت دون زواجي وإكمال نصف ديني، والآن أعمل موظفا، واتعرض للإحراج سواء في العمل أو الأماكن العامة، لذلك رغبتي في العلاج كبيرة لأن السمنة تكاد تقتلني في أية لحظة».
220 كلغ
ويعاني خالد في عقده الخامس، من السمنة المفرطة حتى بات يعتمد على غيره لقضاء حاجاته، وقال «شارف وزني 220 كلغ، ولا أقدر على الحركة أو ممارسة حياتي الطبيعية أو قضاء مهامي، بل أعتمد على أقربائي، حتى بت محروما من النوم الطبيعي جراء السمنة، ويضيف «تقدمت إلى مستشفى الملك فهد بجدة و بعد إجراء الفحوصات اللازمة أبلغني الطبيب المعالج أنه لا يوجد سرير في المستشفى يتحمل وزني الكبير، وعلي العمل على خفض 50 كيلو من وزني، عندها توجهت إلى لأحد المستشفيات الخاصة الذي وافق على علاجي مقابل مبالغ مالية فوق طاقتي، خاصة أن دخلي يكاد يغطي مصروفاتي اليومية»، وطالب خالد وزارة الصحة بمساعدته في علاجه من السمنة التي باتت تهدد حياته.
أسرة بدينة
وبنفس المرارة والحدة، تروي أم فيصل معاناتها مع السمنة الزائدة، خاصة أن جميع أبنائها يعانون من نفس الداء، وتقول «رغم أننا نعتمد على الغذاء الصحي والبعد عن الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية، إلا أنني وأطفالي نعاني من نفس الداء، خصوصا أنني أنتمي لأسرة تعاني من السمنة حتى زوجي وهو (ابن عمي) يعاني نفس المشكلة التي تسببت للأسرة في الكثير من الأمراض كالسكر، حتى أن ابنتي تعاني من تقوس في القدم وقرر الطبيب المعالج إخضاعها لعملية جراحية ولكن بعد تخفيف وزنها».
وأضافت «يشكو أبنائي من أمراض العظام خاصة القدمين مما أعاقهم عن اللعب مع أقرانهم».
حرمن من الإنجاب
وأوضحت (ج.م) معلمة في عقدها الثالث، بأنها حرمت من الأطفال بسبب وزنها الزائد وهي متزوجة وعمرها 23 عاما، حيث وبسبب اختلال الهرمونات بسبب السمنة حرمت من الأمومة، وقالت «خضعت للعلاج في أكثر من مستشفى في سعي للإنجاب، ونصحني الأطباء بتخفيف وزني، علما بأنني لا أستطيع الحركة الكثيرة بسبب وزني الزائد وأي مجهود أقوم به تتسارع أنفاسي وأتصبب عرقا فطلبت من وزارة التربية والتعليم تحويلي من معلمة إلى إدارية لعدم قدرتي على الوقوف لوقت طويل».
المجتمع يرفضني
«المجتمع لا يتقبلني بسبب السمنة المفرطة، وأصبحت عرضة للتندر» .. بهذه الكلمات بدأت (ر.د) حديثها، وتضيف «أصبحت أتجنب الاختلاط مع الآخرين أو الخروج من البيت لقضاء احتياجاتي، وأتحاشى حضور المناسبات الخاصة أو العامة».
وتابعت «لماذا لا يتقبلني المجتمع كما أنا.. لا أجد الدعم ممن هم حولي، بل على العكس أصبحوا يطلقون على بـ(الدبة) وأصبحت نفسيتي سيئة»
وختمت بالقول «أريد حلا سريعا لمعاناتي، فأنا أجد صعوبة في الانخراط في برنامج حمية للتخلص من هذا الوزن».
صاحب نكتة
على النقيض تماما يقول (علي.ر) والضحك لا يفارق محياه، لا أواجه تعقيدات أو سخرية، وأتمتع بين أصدقائي بمكانة مرموقة -يقولها ضاحكا- فأنا صاحب (النكتة) وصاحب الظل الخفيف، ولا أعاني من أية مشاكل، بل على العكس تجدونني أتندر حتى على وزني وأسمع كثيرا أن أصحاب الوزن الزائد هم أكثر الناس إضحاكا وهو ما ينطبق علي، وخلاصة الأمر فإن وجودي في أي مكان هو فرصة لإضحاك من هم حولي، وأنا المسيطر على مجريات الأمور دائما.
الغذاء المتوازن
إلى ذلك، يرى الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية، أن عوامل عدة ساهمت في ارتفاع السمنة في المجتمع السعودي، منها ارتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة، انتشار مطاعم الوجبات السريعة، وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني.
والمح المدني، إلى أن المحافظة على الوزن المثالي لا بد أن يتوافق مع الطول عبر معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، مشيرا إلى أن ذلك يعد من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، بجانب الانتظام في ممارسة الرياضة، الفحص الطبي الشامل والامتناع عن التدخين.
وخلص المدني الى القول «يتمتع الغذاء المتوازن بثلاث مواصفات أساسية، أن يشتمل على كافة العناصر الغذائية الأساسية كالبروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء، ويتحقق ذلك بتنويع مصادر الغذاء مع التركيز على زيادة الكمية المستهلكة من الخضروات والفواكه، وأن يكون كافيا دون إفراط، أي أن تكون الكمية المستهلكة من الطعام موازية للطاقة التي يبذلها الجسم، أو على الأقل متناسبة معها، وأن يكون الغذاء نظيفا، إذ إن العديد من الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام الملوث.
عوامل مساعدة
من جهتها، اعتبرت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة رويدا إدريس، السمنة إحدى أهم المشاكل التي يترتب عليها أمراض مصاحبة أخرى تهدد صحة الفرد المصاب، وقالت «تشكل السمنة أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الخليجية وخصوصا المملكة لاعتبارات عدة، وباتت تشكل خطورة على المرضى، بجانب الانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية المترتبة على ذلك».
ولفتت إدريس إلى أن هناك عوامل عديدة وراء انتشار السمنة لا سيما بين الأطفال أبرزها النمط الغذائي، قلة النشاط والحركة، العوامل النفسية والبيئية، اختلال في الغدد الصماء، الوراثة إضافة إلى جينات السمنة.
وحذرت استشارية التغذية العلاجية، من زحف انتشار السمنة في ظل غياب الوعي الصحي رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من خلال الحملات الوطنية والمحاضرات والندوات التي تنادي وتحذر من توسع دائرة السمنة، لذا يبقى دور المواطن مهما في تجنب كل ما يضر ويهدد صحته.
وجبات المقاصف
بدوره، بين استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، أن جميع الدراسات العالمية والمحلية، أكدت على زيادة نسب السمنة عند الأطفال وخصوصا في الدول النامية نتيجة الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون، وغياب البرامج الوقائية التي تحث الأطفال على عدم الإكثار من الوجبات السريعة، وضرورة ممارسة الرياضة لتجنب زيادة الوزن الذي يمهد للسمنة وما يترتب عليها من مضاعفات.
ودعا الشريف إلى ضرورة إعادة النظر في وجبات المقاصف المدرسية، لا سيما أن 90 في المئة من الأطفال لا يتناولون الخضار و50 في المئة لا يتناولون الفواكه، وهذا مؤشر غير صحي تترتب عليه انعكاسات غير صحية على المدى البعيد.
تراكم الدهون
وأوضحت أخصائية التغذية إيمان الأيوبي، أن البدانة تتصدر المشكلات الصحية التي يعاني منها الكبار والصغار، وهي تنتج عادة من تراكم الدهون في الجسم، مبينة أن السمنة أو البدانة تنقسم إلى نوعين؛ الأول ناتج عن زيادة عدد الخلايا الدهنية ويظهر عادة عند الأطفال وفي مرحلة الشباب المبكرة، والثاني ناتج عن زيادة حجم الخلايا الدهنية ويظهر في مرحلة البلوغ وعند الكبار، ولا تكون أسباب السمنة بالضرورة زيادة كمية الطعام.
مشاكل نفسية واجتماعية
حذرت جمعية السكر والغدد الصماء في المنطقة الشرقية، من زيادة نسب السمنة بين السعوديين، التي أشارت لها الدراسات الصحية التي أجريت في السنوات الأخيرة، وأشارت الجمعية إلى أن هناك ارتفاعا لمعدلات السمنة لمستويات كبيرة جعلت من الضروري الاهتمام بهذه الظاهرة المقلقة وغير الصحية، وساهمت عدة عوامل في انتشار هذه الظاهرة السلبية في الآونة الأخيرة، من أهمها ارتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة وانتشار مطاعم الوجبات السريعة وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني.
مواجهة الخطر
وأوضح عضو الجمعية الدكتور عبد العزيز الملحم، أنه لوحظ في الآونة الأخيرة أن معدل انتشار السمنة عند الأطفال في ازدياد مستمر، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري، صعوبة التنفس، وكذلك مشاكل نفسية وربما اجتماعية أيضا. وقال «تؤدي قلة النشاط الجسمي وقلة ممارسة التمارين الرياضية ومشاهدة التلفاز أو العاب الكمبيوتر لمدة تزيد على الساعتين يوميا وعدم تناول الوجبات الرئيسية بانتظام وتناول وجبات صغيرة ومتكررة وقد تكون عالية المحتوى بالسعرات الحرارية وكذلك كثرة تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل الشوكولاتة، الآيسكريم، الحلويات، والمشروبات الغازية، والأطعمة المقلية إلى السمنة المفرطة».
وأشار الملحم إلى بعض الإرشادات الصحية في تحسين العادات الغذائية لكل أفراد الأسرة خاصة الأطفال منهم لمواجهة خطر السمنة عليهم منها تخصيص ساعتين يوميا فقط لمشاهدة التلفاز أو ألعاب الكمبيوتر كما يجب عدم تشجيع الأطفال على الأكل أثناء مشاهدة التلفاز، لأن مشاهدته لمدة طويلة غالبا ما تكون مصحوبة بتناول المشروبات الغازية، والشوكولاتة ورقائق البطاطس والمكسرات والبسكويت كذلك تعليم الأطفال بأن يتعاملوا مع أحاسيسهم والتعبير عن مشاعرهم بعيدا عن تناول الطعام، وتشجيع العادات الغذائية الصحية وتناول منتجات الألبان قليلة الدسم والقيام بشي أو سلق الأطعمة بدلا من قليها.
تفشي الظاهرة
وقال رئيس لجنة التثقيف الصحي بالجمعية استشاري التغذية الدكتور باسم فوتا، بأن معدلات زيادة الوزن بين الرجال والنساء السعوديات تجاوزت الـ60 في المئة، كما أكدت الدراسات الصحية التي أجريت مؤخرا أن 34 في المئة من متوسطي الأعمار من الرجال مصابون بالبدانة في حين تصل هذه النسبة إلى 45 في المئة بين النساء في نفس السن، وتفشت تلك الظاهرة بين الأطفال قبل سن المدرسة حتى المواليد.
وأرجع فوتا، سبب زيادة البدانة في المملكة إلى ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، وزيادة تناول الدهون والشحوم في الوجبات الغذائية حاليا بنحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في الماضي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة، معدلات السمنة عند الفرد السعودي.
السكر والسمنة
من جانبه، يشكو سعيد الشهراني من السمنة المفرطة التي تعيق تحركاته، وكذلك أداء واجباته الحياتية، فضلا عن الآلام التي تهاجم منطقة الركبة نتيجة الوزن الزائد.
وقال: تعرضت مؤخرا لجلطة دماغية بسيطة، أصابت النصف الأيسر من جسمه مما تطلب إدخاله المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة له، ويضيف «أعاني من داء السكر نتيجة السمنة المفرطة».
وأردف «بعد إصابتي بالجلطة بدأت أمارس رياضة المشي بشكل جدي، وأحرص على متابعة نظام غذائي معين والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية والسكريات، وبسبب السكر أتعامل بالعصبية مع الآخرين».
المشرط الطبي
إلى ذلك، أوضح أستاذ استشاري جراحة المناظير والسمنة وجراحة القولون والمستقيم بمستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود الدكتور عمر العبيد، أن السمنة مرتبطة بالعديد من الأمراض منها مرض المفاصل، الركب وآلام الظهر وكذلك مرض السكري وضغط الدم، فضلا عن مرض الجهاز التنفسي، تشمع الكبد، الأورام السرطانية والقلب والشرايين.
وعن دور المبضع الجراحي والمشرط الطبي في معالجة السمنة ومتى يكون التدخل هو الحل النهائي لمشكلة السمنة قال «إذا أظهرت التحاليل أن نسبة السمنة في المريض تتجاوز 30 من حجم الكتلة، يكون هنا دور المبضع الجراحي في التدخل، وهناك التكتيم الطولي للمعدة وهي الأكثر رواجا بين مرضى السمنة».
ونصح العبيد بضرورة أن يمارس مرضى السمنة رياضة المشي التي تعتبر من الحلول الأكثر رواجا والأهم في معالجة السمنة والحد من زيادتها، ولكونها تساهم في إزالة التوتر والقلق لدى مريض السمنة مما تساعده على تجاوز المراحل العلاجية الطبيعية بشكل طبيعي ويتأقلم معها..