-A +A
محمد الأحمد
عن أنس بن مالك أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: (وماذا أعددت لها؟) قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أنت مع من أحببت). قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت مع من أحببت)، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم. قال تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهِم حفيظا) (80) سورة النساء .
وفي الصحيحين : عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله ، والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: (لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال : والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال: (الآن يا عمر).
وقد ذكر العلامة ابن القيم ــ رحمه الله ــ أن الأسباب الجالبة لمحبة الله عشرة:
الأول: قـراءة القـرآن وتدبره.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
الثالث: دوام ذكر الله على كل حال بالقلب واللسان والعمل.
الرابـع: إيثار محاب الله على محاب النفس.
الخامس: التأمل في أسماء الله وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
السادس: التأمل في نعم الله تعالى على العبد؛ فإن التأمل فيها يدعـو إلى محبة المنعم.
السابـع: انكسار القلب بين يدي الله تعالى.
الثامن: الخلوة بالله وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه حين يبقى ثلث الليل الأخير وختم ذلك بالاستغفار.
التاسع: مجالسة الصالحين المحبين الصادقين والاقتداء بهم.
العاشر: الابتعاد عن كل الأسباب التي تحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فاتخذوا هذه الأسباب رحمكم الله للحصول على محبة الله عز وجل وابتعدوا عن أضدادها.
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم هو من أطاعه واقتدى به، وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه.
فإذا أردت دخول الجنة فأحب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان حتى تحشر معهم. واعلم أخي الكريم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدم عليها شيء من الأمور المحبوبة طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
سئل وهيب بن الورد : هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله ؟ قال : لا ، ولا من هم بالمعصية.
وقال ذو النون : كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب.
أحبابي: المحبة ليست قصصا تروى، ولا كلمات تقال، إنما هي أفعال تطابق الوجدان بطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، المحبة عمل بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، تتجلى في السلوك والأفعال والأقوال (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)..
أسأل الله أن يرزقنا حبه وحب كل عمل يقربنا إليه وحب حبيبه صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام.


habutalib@hotmail.com