-A +A
ابراهيم علوي (جدة)تصوير: محمد باكراع
«النصب الرئاسي» آخر تقليعة لجأ اليها المحتالون الافارقة بعد ان افتضحت الاساليب التقليدية لمن يزعمون منهم انهم رجال اعمال يرغبون في تحويل الدولارات المزيفة او الملونة الى عملة سعودية باسعار مخفضة جداً عن اسعارها في البنوك.
آخر هذه الشطحات ما لجأت اليه عصابة افريقية تتكون من 6 اشخاص من عدة جنسيات بينهم امرأة سمراء استدرجوا مواطناً بدهاء اثار فضوله وشهيته للاستثمار اكثر مما كانوا يتوقعون فقد ابلغوه بانه اختير من قبل رئيس دولة افريقية «سابقا» ليكون شريكاً له في استثماراته وتجارته في الدولارات والتي حصل عليها الرئيس «المزعوم» من اصدقائه في مصارف دولية وقدموا له عرضاً يسيل له اللعاب يكفل له تحقيق مكاسب تتجاوز المبلغ المستثمر بما يوازي اربعة اضعاف. مشيرين الى ان الدولارات وصلت بحقائب دبلوماسية الى قنصلية الدولة الافريقية التي كان يرأسها الزعيم السابق وكل ما تحتاجه هو دفع مبلغ الرسوم والتي قدرت بمبلغ 300 الف ريال اضافة الى دفع مبلغ مليون ريال لاكمال العملية التجارية بينهم مقابل الحصول على الدولارات المخفضة والتي تقرر بيعها له بريالين للدولار الواحد.

بروتوكول رئاسي
وتم الاتفاق على ذلك وحدد مكان اللقاء في اشهر الفنادق بالمدينة المنورة ولدى حضور المواطن الضحية فوجئ بان جناح الرئيس المزعوم بكامل ابهته وبروتوكولاته حيث يقف الحرس الخاص على الابواب والمداخل فيما جلس احد الموظفين منهمكاً مع جهاز الكمبيوتر المحمول في احدى الغرف وكان ثمة خدم يتراكضون في الممرات. وامعاناً في تمرير الخدعة جلست امرأة بينه وبين الرئيس تؤدي دور المترجمة بلباقة فائقة مذكرة «المخدوع» بان الرئيس لا يحب التحدث كثيراً كما انه لا يحب الارتباط بمواعيد متكررة مع شخص واحد لازدحام برنامجه لذا سيكون كما تقول المترجمة المصيفة الموعد القادم مع سكرتيره الشخصي والمترجمة فقط.هنا استكملت مقومات النصب الاحترافي وابتلع الضحية الطعم وعلى الفور قدم الاموال التي بحوزته الى الرئيس والذي ثار غاضباً من هذا التصرف غير اللائق مع الزعماء مؤكدا ان السكرتير هو من يتولى مثل هذه الاعمال.


ثورة الرئيس
هذه «الثورة» المفتعلة كان لها مفعول السحر لدى المواطن الذي ابدى اسفه على تصرفه مؤكداً تمسكه بالشراكة مع الرئيس وواعداً في الوقت نفسه باحضار مبلغ المليون ريال قبل ان يرى الدولارات.. حينها كافأه «الرئيس» بتخفيض نصف ريال على ثقته بحيث يدفع ريال ونصف الريال فقط مقابل كل دولار.. وفي اليوم التالي حضر المواطن ومعه مبلغ مليون ريال سلمها للسكرتير الذي سلمه مبلغ 50 الف دولار هدية من الرئيس خارج الصفقة داعياً اياه للعودة مساء لاستلام الدولارات لكن صدمة عنيفة كانت في انتظاره فعند حضوره مساء وجد الجناح خاوياً على عروشه. ورغم ذلك استبعد عملية النصب مرجحاً ان الرئيس غادر للقاء رجال اعمال او مسؤولين - لكن عندما اتصل بالرئيس هاتفيا شعر بان هناك ضبابية في الحديث وانه ضحية نصاب حاذق.. وفي اليوم التالي اجرى اتصالاً مع الرئيس مبدياً رغبته في استثمار مبالغ اضافية ليسيل بعرضه لعاب المحتالين الذين اخبروه بانهم يتواجدون في جدة لانجاز بعض الاعمال وعليه الحضور لمقابلتهم. وقد حضر بالفعل بعد ان ابلغ الجهات الامنية بما حدث حيث تابع مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي البلاغ المقدم من المواطن فيما اشرف عليه العقيد حسن النفيعي مدير البحث والتحريات الجنائية وقاد التحقيق الملازم اول ناصر الزهراني ضابط البحث والتحريات ومشاركة كل من الملازم اول بندر الغامدي والملازم اول حسن الشهري وتم تطويق الموقع الذي حددته العصابة وهو «حديقة الأمير ماجد في حي الربوة» وهو موقع قريب من المنزل الذي يتواجدون فيه وهناك حضرت المترجمة والسكرتير واللذان تم القبض عليهما ليدلا على منزل الرئيس ولدى مداهمته واجه رجال الامن بمقاومة عنيفة من قبل الحرس الرئاسي المزعوم.
مزيفون محترفون
بتفتيش المنزل تبين نشاط العصابة المتخصصة في تزييف الدولارات وعثر بداخله على الدولارات المستخدمة في التزييف منها:
بويات للتلوين وبودرة واوراق بيضاء بحجم الدولارات وقوارير مواد سائلة حمراء اللون.