-A +A
زياد عيتاني (هاتفيا باريس)
خرجت نائب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السابقة الدكتورة بسمة قضماني عن صمتها وذلك في حوار خاص مع «عكاظ» لتؤكد أن الضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة للنظام لا تحمل أي سيناريو محتمل لخروج بشار الأسد سليما او منتصرا منها، مشيرة في حديث خاص مع «عكاظ» أن هذه الضربة ليست موجهة لبشار الاسد وحسب بل لحلفائه وعلى رأسه ايران وحزب الله المطالبان الآن وبشكل سريع التخلي عن بشار والنظر نحو مستقبل المنطقة والعلاقات مع اهل هذه المنطقة.
قضماني جزمت في حوارها مع «عكاظ» ان زمن بشار الاسد قد انتهى وما بعد الضربة الدولية سيكون مفاجئا للجميع. وفي ما يلي وقائع الحوار:

• العالم يتجهز للضربة والنظام السوري تجهز لها ايضا، انتم كمعارضة ماذا فعلتم؟
بداية نحن كمعارضة نأسف أنه وصلنا الى ما وصلنا إليه ولكن مع الاسف لابد من عمل كبير يقنع هذا النظام القاتل انه تجاوز حدود ما يمكنه ان يفعله لا بل انه تخطى هذه الحدود منذ زمن بعيد. وتأخرت ردة الفعل الدولية على هذا التخطي في السابق لا يعني ان هذا الفعل لن يحصل وهذا ما لم يقرأه النظام جيداً فالعالم يشعر الآن انه لابد ان تكون هناك رسالة قوية للنظام ولمن يدعمه فالتوافق الدولي الذي بحثنا عنه سنتين ونصفا بكل الوسائل اتضح انه مستحيل لا بل لمسنا ان هناك دولا لا مصلحة لها في سوريا، بمعنى المصالح التي تم الحديث عنها في العراق وليبيا ولذلك تأخرت الامور فيما الآن هناك دول لم يعد بإمكانها الصمت ليس دفاعا عن الشعب السوري بل دفاع عن مصالحها وعن استراتيجياتها في العالم ومن هنا فإن هذه الضربة العسكرية نراها حاجة دولية قبل ان تكون حاجة سورية.
• لكن ما هو تحضيركم انتم لما يمكن ان ينتج عن هذه الضربة؟
بداية نحن نتمنى ان نتجنب هذه الضربة لكن الحزم الذي نراه من قبل بعض الدول وهو حزم نراه للمرة الاولى منذ اندلاع الثورة السورية نرجو ان يكون اشارة قوية للدول الداعمة للنظام لمراجعة مواقفها فنحن عندما نتحدث عن اهلنا في سوريا اي في الداخل نشعر بقلق كبير على امنهم وحياتهم فنحن كمعارضة لا نرحب بالمبدأ بأي عمل عسكري ولكن ما وصل اليه النظام من اجرام جعل هذا العمل العسكري امرا لا مفر منه، ونحن كمعارضة نعمل بكل الاتجاهات اولاً باتجاه تأمين الحماية لأهلنا في الداخل خلال هذه الضربة والثاني العمل على صياغة رؤية سياسية ومشروع سياسي للعمل على اساسه في حال انهيار النظام والارجح انه سينهار لأن عدم وضعنا لهذه الرؤية والمشروع سوف يسمح لبعض القوى الخارجية ان تفرض علينا مشاريعها الخاصة وبالتالي نتحول من معارضة فاعلة الى معارضة باصمة.
• هل انتم تخشون الفوضى في حال سقوط النظام، وما هي قدرتكم على ملء الفراغ؟
اذا انهار النظام لسنا معرضين للفوضى فالفوضى قائمة الآن ولكن ما نأمله من هذه الضربة ان يحصل تفكك داخل قوى النظام نفسه، وهذا التفكك سوف يسمح لقوى المعارضة ان تحقق تحولا ميدانياً يسمح لهذه الثورة ان تشكل كياناتها السياسية والامنية والعسكرية وبالتالي الانطلاق بسوريا من مرحلة الى اخرى.
• هل لديكم معلومات حول هكذا تفكك مرتقب داخل النظام؟
لقد وصلتنا سلسلة من المعلومات المؤكدة عن فرار عائلات بأكملها لكبار الضباط والمسؤولين في النظام، هذا الفرار موثق لدينا ونحن على تواصل مع العاملين عليه، الضربة الامريكية المرتقبة للنظام اهميتها ليست بضرب المقرات الموجودة في المدن وفي العاصمة ولا في ضرب الثكنات بل اهميتها تكمن من الناحية المعنوية، فرجال النظام عندما يفقدون التواصل فيما بينهم ستنهار معنوياتهم وكثير منهم سيرون بالفرار وسيلة وحيدة للنجاة.
النظام سيدفع الثمن من الضربة المرتقبة بالانهيار او بالتفكك، لكن انتم كمعارضة ما هو الثمن الذي ستدفعونه؟
الثمن ربما يكون باهظا، اليوم المعارضة والقوى الشعبية تنتظر الفرج والفرج هو في زوال النظام من مسؤولية المعارضة كما قلت ان تحضر الرؤية المستقبلية ان تحدد مع من ستتعاون وكيف سيصار بناء الوطن لكي نتجنب حلا سياسيا او صيغة تعرض علينا من الخارج ولكيلا نكون مجرد جهة تبصم على رؤية دولية فنحن مطالبون اليوم قبل اي وقت آخر بالعمل على صياغة هذه الرؤية ومحو الصورة المأخوذة عنا في العالم لأننا معارضة مشرذمة ولا قدرة لها على القيادة. علينا التواصل كقيادة معارضة مع كل الجهات السورية في الداخل بكل انواعها للتوصل لهذا المشروع السياسي والرؤية المستقبلية، ونحن قادرون على ذلك.
• هل ترين ان النظام وبشار الاسد تحديدا قادر على الخروج منتصرا من هذه الضربة العسكرية؟
لا اعتقد بأي شكل من الاشكال ان هناك احتمالا لأي سيناريو عنوانه انتصار الاسد، او استمراره في موقعه ان المجتمع الدولي هذه المرة حازم تجاه معاقبة بشار وحازم على خلاص الشعب السوري، الاحداث التي ستلي الضربة ستكون مفاجئة للكثيرين، لأن الثورة السورية ليست ضعيفة وتواجدها الميداني ليس ضعيفاً فأول المؤشرات الدالة على ذلك ان الضربة ستحيد السلاح الجوي التابع للنظام والمعارضة منذ بداياتها تطالب بهذا الامر لكي تحسم المعركة. زمن بشار الاسد انتهى هذا ما على حلفاء النظام ان يدركوه قبل فوات الأوان وربما لتجنيب سوريا مزيدا من الدمار.