لم يعد يغيظنا ــ نحن السعوديين ــ أو يثير استغرابنا وقوف بعض إخوتنا العرب ضدنا، صرنا نفهم سر هذا الحقد الدفين ولم يعد يثير استغرابنا، منذ حرب الخليج الأولى وصدمة وقوف بعض إخوتنا ضدنا وتأييد تدمير أراضينا ونهب ثرواتنا ونحن منذ ذلك التاريخ نملك حصانة ضد حقد بعض الأشقاء العرب على الخليج وشعوب الخليج. وأصبحنا نفهم أن أول شرط في قوميتهم العربية التي يدعونها أن يعادوا الخليج ويتمنوا زوال ثروته اليوم قبل الغد، صرنا مثل سياسة بلادنا معهم لا نعير أحقادهم اهتماما رغم أننا نسمعها ونقرؤها ونشاهدها حتى صرنا نحفظ وجوه المحركين لهذا الحقد واحدا واحدا، من منطلق إذا أردت أن تشعر من يحقد عليك بتفاهته عامله بحب، من هؤلاء صحافيون وكتاب ممن ما زالوا يفكرون بعقلية الستينات الميلادية، هؤلاء لم يخرجوا من وهم أنك إذا أردت مالا من أحد هاجمه بمقالاتك حتى يشتري ثمن سكوتك، تطورت الوسائل الإعلامية وتعداهم ركب المشهد الإعلامي وما زالوا يرددون نفس العبارات الرنانة ويساومون من تحت الطاولة. الذي يغيظ هؤلاء هو أنهم يهاجمون بلادنا منذ ربع قرن ولا أحد يلقي لهم بالا، يحاولون ويتجاوزون الخطوط القانونية ضد بلادنا لعل أحدا منا يرفع عليهم قضية حتى يشعروا بأهميتهم، لكن خططهم المكشوفة دائما تفضي إلى الفشل، وهم يعرفون أي قضية كسبناها أمام زيفهم وأحقادهم وتلفيقهم المستمر، أعداء لكل شيء له علاقة بالخليج وشعوبه، حتى أنهم لا يملكون شهامة العداء النزيه في ذكر حسنات وسلبيات، على طول الخط هم يهاجمون بعداء، لذلك لم يعد لهم قـراء يصدقون كتاباتهم ضدنا لأنها نابعة من عداء محض، أحدهم كتب مقاله الأخير فهاجمه كثير من مواطنيه لأنه يعتب علينا نصرتنا للشعب السوري الشقيق، بعض إخواننا في (الحقدية/القومية) العربية عندما يمدون جسور تواصلهم مع أمريكا أو الغرب يسمونها سياسة، وعندما نتبادل مصالحنا مع الغرب يتهموننا بالعمالة، دائما هم من يبدأ بالفعل العدائي ويستنكرون علينا ردة فعلنا تجاه عدائهم، لم يكتب التاريخ أننا قمنا بفعل ضد أي أحد من إخوتنا الحاقدين، ورغم كل ما تمنحه بلادنا من ثروات لبلدانهم ما زالوا يبادلون العطاء بمزيد من الحقد، حتى لو منحنا اتباع الحقدية العربية كشف حساب بالمليارات من الدولارات دعما لقضاياهم سيختارون لغة عداء جديدة ومنفذ حقد جديد ليهاجمونا من خلاله، تحتضن بلادنا الملايين ممن يشاركوننا لقمة عيشنا وملحنا وصلة رحمنا ويعرفون حقيقة واقعنا ومواقفنا ونقدر لهم ذلك، ولا يتنكر لنا إلا من هم على شاكلة ذلك الصحفي اللندني ويذهبون لبلادهم لا يذكرون لنا جميلا واحدا، لم يعد يغيظنا هؤلاء، ورهاننا على أصحاب العقل والضمير الذين كشفوا قومية هذا الفريق الزائفة وتمريـر مصالحه الخاصة عبر العزف على جروحهم، أحدهم يمتدح نزاهة روسيا التي لا تشترى بالمال؛ لأنه يعرف أن القارئ البسيط لن يذكر أن موقف روسيا تم شراؤه بالمال حين قررت الألمانيتان أن تصبحا دولة واحدة، ولها مواقف عدة (باعت القضية) كما فعل هو في تزييف الحقائق وتحويرها واللعب على بسطاء العرب الذين يجهلـون تاريخه ولا يدققون فيما يكتب من زيف.. التجييش الذي يمارسه حزب الحقدية العربية ضدنا لا يعنينا بشيء؛ لأننا نملك الكثير من الحقائق عن الكثير من الكتاب العرب المختبئين خلف الضباب اللندني!.
Shammriyah76@hotmail.com
Shammriyah76@hotmail.com