-A +A
محمد ناصر الأسمري
إذا شب الفتى عشرين عاما ... ولم ينطح هموم المكربات
فـلا تـفـرح بـه إن قيـل حيا ... ولا تبـك عليـه إن قيل مات

شعر كنت أسمع أبي ــ رحمه الله ــ يردده إذا ما وجد من يتكاسل في طلب الرزق أو ركن للدعة. لم أكن أعلم من قال هذا الشعر، وهل كان للتقريـع أم لاستنهاض وترفيع الهمم. لكن فيه حكمة تشي بألم أكثر من أمل.. وبعد بحث ثنيت فيه الرسغ أمام شاشة حاسوبي طالب علم عند الشيخ الرئيس جوجل وجدت أن ذلك كان من أعمال المسرح الشعبي الذي كان مسار السمر في ماضٍ من الزمان حين كان الأجداد والآباء يتداولون فيه حكايات لها بدايات وليس لها نهايات رغم تعدد المخرجين وتزايد المرويات
وجدت في مسار التلقي أن روايات في شبكة منتديات عدة تنسب الشعر إلى شيخ طلعة من بني شهر القبيلة التاج في سنا رجال الحجر من قبيلة آل دحمان تنومة يقال له ابن دحمان توفي في السبعينات الهجرية رحمه الله. كان فارسا وشجاعا.
وما زال شعر ابن دحمان متداولا في مسرح اليوم الذي ما برح خارج المنهج الدراسي، ولهذا كنت أستمتع بالسرد القصصي من روائع المسرح الشعبي من أبي وما عايشه من أجيال الأنوار رغم قلة الإضاءات فقد كان السمر إما حكايات أو أنغام ناي أو رنـة صخر بطرق جبلي أو تهامي.
اشتهرت مقولات كثيرة تنسب إلى ابن دحمان التنومي بها مرويات وروايا من الحكمة والأمثال.. وهناك مرويات عن بيت ابن دحمان يختلف فيها الروي والعجز والصدر لكن بقي المعنى ملقى على الطريق يلتقطه من شاء.. فهكذا هو العلم وأهل العلم
إلى شب الفتى عشرين عام ... ولا يمـلا صدور المكربـات
ولا يـدرى بـه إلى عـاد حي ... ولا يـبكي علي الى قيل مات..
اعلم أن تنومة فيها أهلون صيد عملس.. وفي النماص مثل لعل فيهم وفيهن من يبحث في الزوايا والخفايا كما فعل ضابطان كريمان هما العميد علي بن شالح والعقيد محمد فراج بن ساهرة لمزيد من التنوير للأجيال.