التعليم ليس أشرف المهن والمعلم لا يقوم برسالة مقدسة والكليشهات التي تتكرر كلما كان الحديث عن التعليم أن المعلم كاد أن يكون رسولاً يجب أن تنتهي لأنها غير صحيحة، لا يوجد رسول في العالم يستلم راتب 6000 ريال وعلى يديه يتخرج طبيب أو موظف بنك أو أي مهنة أخرى براتب 26000 ريال، لا يوجد رسول يسكن في شقة في حي الروضة بلا تأمين طبي ولا عوائد اجتماعية ولا مكافأة نهاية العام وبلا مزايا تقاعد.
ينبغي أن نضع وظيفة المعلم في السعودية في سياقها الطبيعي كمهنة عادية ككل المهن التي يحتاجها أي سوق عمل، هذا الحديث بالرغم من قسوته لكن لا أحد يقوله بصراحة، في بلدي لا أحد يحلم أن يكون معلما في التعليم العام، ولم ألتق بمبتعث أو مبتعثة طموحه أن يعود ويعمل في مدرسة ثانوية.
***
راتب المعلم السعودي هو انعكاس لمكانته الاجتماعية، أسهل قبول لطالب متخرج من الثانوية يحصل عليه في كليات المعلمين والتربية، لذلك أقل الطلاب تحصيلاً يدرسون تخصصات تربوية لأن التخصصات الأخرى اكتفت، أقصر طريقة للحصول على وظيفة حكومية مأمونة هي معلم المدرسة وخلال 4 سنوات دراسة فقط، الذي فاقم المشكلة أن التعليم ـ والتعليم فقط ـ هو المهنة الأسهل لملايين الفتيات في السعودية.
قلة احترام المعلم ليست مشكلة الجيل أو تغيره بل هي مسألة رياضية، ببساطة لدينا الكثير من المعلمات والمعلمين بتاريخ أكاديمي ضعيف، لو حسبنا نسب الثانوية والمعدل الجامعي لمعلم شاب لوجدناه أقل بكثير من المهن الأخرى، إذن المجتمع واقعي في رؤيته للمعلم كمهنة وليس كشخص.
***
أين موقعنا نحن في العالم من حيث جودة الطلاب؟ هناك ثلاثة تصنيفات عالمية للدول من حيث التعليم العام وهي TIMSS - PIRLS - PISA، هذه التصنيفات تقيس 3 معايير لجودة التعليم في الدولة وهي: القراءة والتفكير النقدي، الرياضيات، العلوم.
خلال العام الماضي كان ترتييب أفضل 10 دول كالتالي: فنلندا، كوريا الجنوبية، هونج كونج، اليابان، سنغافورة، بريطانيا، هولندا، نيوزيلندا، سويسرا، كندا، ايرلندا.. أين ألمانيا؟ أين أمريكا؟ بقراءة هذا الترتيب نجد أن 6 من هذه الدول هي دول ناشئة وليس لها تجربة طويلة في التعليم ولكنها طبقت سياسات ممتازة لرفع الجودة، لذلك فرصتنا كدولة ناشئة للتطوير ممكنة، الشيء الأهم أن هذه الدول عُرفت مؤخراً بالازدهار الاقتصادي، بمعنى أن جودة التعليم تؤدي بشكل مباشر إلى النمو الاقتصادي.
معلومة أخيرة، إن السعودية خارج قائمة أفضل 100 دولة وتفوقت عليها دول مجاورة مثل الإمارات وقطر وإيران وتركيا..
***
الحل ليس في المناهج ولا المبنى ولا الوسائل التعليمية ولا الوزارة ولا برامج مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، الحل في إعادة صياغة مهنة المعلم في أذهان الناس، في تبني نظام رديف للنظام التعليمي القائم، مشروع كلية واحدة للتربية بالمشاركة بين التعليم العام والعالي وليكن مقرها في الرياض بحيث يتم رفع وتعقيد شروط القبول لهذه الكلية لتقبل نخبة الخريجين، يوقع الطالب المقبول لمرحلة البكالوريوس والدراسات العليا عقدا براتب مميز وميزات موظف شركة بترول وساعات عمل أقل، والوظيفة: معلم في مدرسة، ببساطة جامعة «بترول ومعادن» للمعلمين، أن يشعر المعلم بالزهو هو وعائلته وكأنه قُبل في كلية عسكرية ليتخرج كضابط، بهذا الحل نجمع أفضل ما لدى التجربة الكورية (التنافسية والحلم بدخول الكلية) والفنلندية (التأهيل وإعادة المكانة الاجتماعية والمالية للمعلم).
ينبغي أن نضع وظيفة المعلم في السعودية في سياقها الطبيعي كمهنة عادية ككل المهن التي يحتاجها أي سوق عمل، هذا الحديث بالرغم من قسوته لكن لا أحد يقوله بصراحة، في بلدي لا أحد يحلم أن يكون معلما في التعليم العام، ولم ألتق بمبتعث أو مبتعثة طموحه أن يعود ويعمل في مدرسة ثانوية.
***
راتب المعلم السعودي هو انعكاس لمكانته الاجتماعية، أسهل قبول لطالب متخرج من الثانوية يحصل عليه في كليات المعلمين والتربية، لذلك أقل الطلاب تحصيلاً يدرسون تخصصات تربوية لأن التخصصات الأخرى اكتفت، أقصر طريقة للحصول على وظيفة حكومية مأمونة هي معلم المدرسة وخلال 4 سنوات دراسة فقط، الذي فاقم المشكلة أن التعليم ـ والتعليم فقط ـ هو المهنة الأسهل لملايين الفتيات في السعودية.
قلة احترام المعلم ليست مشكلة الجيل أو تغيره بل هي مسألة رياضية، ببساطة لدينا الكثير من المعلمات والمعلمين بتاريخ أكاديمي ضعيف، لو حسبنا نسب الثانوية والمعدل الجامعي لمعلم شاب لوجدناه أقل بكثير من المهن الأخرى، إذن المجتمع واقعي في رؤيته للمعلم كمهنة وليس كشخص.
***
أين موقعنا نحن في العالم من حيث جودة الطلاب؟ هناك ثلاثة تصنيفات عالمية للدول من حيث التعليم العام وهي TIMSS - PIRLS - PISA، هذه التصنيفات تقيس 3 معايير لجودة التعليم في الدولة وهي: القراءة والتفكير النقدي، الرياضيات، العلوم.
خلال العام الماضي كان ترتييب أفضل 10 دول كالتالي: فنلندا، كوريا الجنوبية، هونج كونج، اليابان، سنغافورة، بريطانيا، هولندا، نيوزيلندا، سويسرا، كندا، ايرلندا.. أين ألمانيا؟ أين أمريكا؟ بقراءة هذا الترتيب نجد أن 6 من هذه الدول هي دول ناشئة وليس لها تجربة طويلة في التعليم ولكنها طبقت سياسات ممتازة لرفع الجودة، لذلك فرصتنا كدولة ناشئة للتطوير ممكنة، الشيء الأهم أن هذه الدول عُرفت مؤخراً بالازدهار الاقتصادي، بمعنى أن جودة التعليم تؤدي بشكل مباشر إلى النمو الاقتصادي.
معلومة أخيرة، إن السعودية خارج قائمة أفضل 100 دولة وتفوقت عليها دول مجاورة مثل الإمارات وقطر وإيران وتركيا..
***
الحل ليس في المناهج ولا المبنى ولا الوسائل التعليمية ولا الوزارة ولا برامج مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، الحل في إعادة صياغة مهنة المعلم في أذهان الناس، في تبني نظام رديف للنظام التعليمي القائم، مشروع كلية واحدة للتربية بالمشاركة بين التعليم العام والعالي وليكن مقرها في الرياض بحيث يتم رفع وتعقيد شروط القبول لهذه الكلية لتقبل نخبة الخريجين، يوقع الطالب المقبول لمرحلة البكالوريوس والدراسات العليا عقدا براتب مميز وميزات موظف شركة بترول وساعات عمل أقل، والوظيفة: معلم في مدرسة، ببساطة جامعة «بترول ومعادن» للمعلمين، أن يشعر المعلم بالزهو هو وعائلته وكأنه قُبل في كلية عسكرية ليتخرج كضابط، بهذا الحل نجمع أفضل ما لدى التجربة الكورية (التنافسية والحلم بدخول الكلية) والفنلندية (التأهيل وإعادة المكانة الاجتماعية والمالية للمعلم).