-A +A
عبدالله الداني (جدة)، عبدالهادي الصويان (المدينة المنورة)
أكد لـ «عكاظ» عدد من العلماء والمشايخ أن رفع مستوى الوعي لدى الحجاج يعزز تيسير أداء الفريضة بكل طمأنينة، مطالبين البعثات برفع المستوى التوعوي للحجاج ليتمكنوا من أداء فريضتهم بيسر وسهولة بعيدا عن كل ما يعكر صفوهم ويشوش على شعيرتهم.
وقال أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور غازي بن غزاي المطيري: «إن الوعي منطلق أساسي في تحقيق الأهداف المرجوة في أي مشروع أو برنامج يقصد من ورائه النفع العام أو الخاص، ويعد برنامج الأمير خالد الفيصل «حملة الحج عبادة وسلوك» لتوعية الحجاج رائدا في هذا الاتجاه ويعد توجها مهما في توعية الحجاج والمعتمرين والزوار بكيفية أداء الحج والعمرة على وجه شرعي وأدبي وتربوي كامل الوجوه، لاسيما أن الأخطاء المتكررة والممارسات السلبية المنظورة لا تزال قرينة لأنشطة بعض الحجاج والزوار والمعتمرين، وإن كانوا لا يتعمدون ذلك قصدا إلا أن الجهل وراء هذه الممارسات».
وأضاف: «المسؤولية تكاملية وشاملة منذ أن يطأ الحاج والمعتمر والزائر أرض هذا الوطن حتى يرجع أدراجه إلى وطنه سالما، ويجب أن تكون الحملة شاملة، ولاشك أن نجاحها سينعكس إيجابيا على الحج عامة وتجاوز الأخطاء ويجعل الحج يظهر في لوحة إيمانية وشرعية تليق بمقامه ومنزلته».

الركن الخامس
أما عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ، فقال: «إن فريضة الحج التي يؤديها المسلم في العمرة مرة واحدة يجب أن تتوافر فيها العبادة لله بأن يكون قصد الحاج رضا الله ويكون سلوكه موافقا لهذه العبادة، بحيث يؤديها بطمأنينة وسكينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان راكبا على دابته ونفر من عرفة متجها لمزدلفة وكان يقول «السكينة السكينة» وكان يعلمهم أن يلتزموا السكينة من دون مزاحمة واستعجال في أداء المناسك».
وأضاف: «في إطار الحملة التي قادها الأمير خالد الفيصل فإن على الجميع نشر الوعي بين الناس، فإمام المسجد وخطيب الجمعة والمدرس والمسؤول عن العمال والداعية وغيرهم كل هؤلاء مسؤولون عن توعية من يريدون الحج، ولأن الحرم المكي مشغول بأعمال التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وينبغي أن تكون هناك توعية شديدة مكثقة عبر وسائل الإعلام المختلفة لكافة الناس عموما، حتى يؤدوا العبادة بسكينة ووقار دون مزاحمة وابتداع، وينبغي لمن أراد الحج أن يتعلم أحكامه قبل التوجه إلى المشاعر المقدسة، حتى إذا ذهب إلى هناك كان لديه تصور كامل عن ما يجب عليه وما يحرم عليه، وينبغي الاستفادة من جميع الوسائل المختلفة كمقاطع الفيديو وموقع اليوتيوب لتوضيح المناسك».


وعي وعلم
وأوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور خالد القريشي، أن أساس الحج الوعي المبني على العلم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم» فهذا تأكيد على أهمية أن يتقن الحاج ويتعلم هذه المناسك حتى يظفر بقبول حجه من الله سبحانه وتعالى وبأدائه على أكمل وجه.
وبين القريشي أنه يلزم المسلم ألا يتحايل على الأنظمة ويسلك الطرق الملتوية التي تضر به وبتنظيم الحج كالحصول على التراخيص بطرق غير نظامية أو التهرب من التنظيمات وسلوك الطرق الممنوعة التي يترتب عليها أذى كبير ناجم عن ضعف الوعي.
وزاد: «كلما سعى الحاج لتطبيق السنة والاجتهاد في أداء مناسك الحج كلما جلب له ذلك التيسير والبعد عن الزحام وأذى الناس».

أحكام المناسك
من جانبه قال أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور سامي الماجد: «إن خير ما يكون به وعي الحاج فقهه في أحكام الحج والمناسك، وتصوره الصحيح لمراتب الحرمات في شريعة الله، فإذا وعى ذلك حق الوعي وتصور مراتب الحرمات في الشريعة كما هي في نظر المشرع الحكيم كان أبعد الناس عن الإيذاء قولا أو عملا. وصار لا يتشدد في تطبيق سنة يترتب عليها إيذاء للحجاج أو غيرهم، وإذا فقه أن الواجب يسقط عند العجز، فهل يتصور في شأنه أن يرتكب محظورا أو مفسدة من مزاحمة أو مقاتلة أو مشاتمة أو نحو ذلك من صور الإيذاء والإضرار من أجل تحقيق سنة من السنن؟! هذا مما لا يمكن تصور وقوعه من مسلم متفقه في دين الله، يعلم أن حرمة دماء المسلمين وأعراضهم أشد حرمة عند الله من الشهر الحرام، ومن المسجد الحرام».
وشدد الماجد على طلبة العلم أن يحرصوا على تفقيه الحجاج في هذا الجانب بالتركيز على أولويات الفرائض التي لا ينبغي التفريط فيها فضلا عن الجهل بها، هذا الوعي الديني يأتي في مقدمة ما يجب أن يعيه الحاج من قضايا ومسائل في الحج، فهو أهم وألزم من وعيه الصحي والمروري على ما لهما من أهمية لا تخفى.
وأكد فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن رفع مستوى الوعي لدى الحجاج أمر مهم في أداء هذه الشعيرة العظيمة، مطالبا كافة البعثات والحملات برفع ثقافة حجاجهم ووعيهم مع التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، مضيفا أن الحج شعيرة عظيمة تتطلب من الجميع أداءها بكل هدوء وسكينة بعيدا عن الشعارات الزائفة الخارجة عن تعاليم الدين الحنيف.
من جهته أشار الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف إلى أن الحج عبادة وسلوك حضاري، وعلى جميع الحجاج استشعار عظمة هذه الشعيرة واغتنامها فيما يعود إليهم بالنفع والفائدة من خلال الوعي والإدراك، مبينا أن شعيرة الحج والأماكن المقدسة تمنح الحاج شعورا عظيما، مؤكدا على ضرورة رفع مستوى الوعي لدى الحجاج لما له من فوائد تعود بالنفع عليهم جميعا وتمكينهم من أداء فريضتهم بكل طمأنينة.
أما الداعية الشيخ صالح السحيمي فقال: «زرع الثقافة والوعي في نفوس الحجاج له أثر كبير ما قد يتيح للحجاج أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان»، وأضاف: «على المسؤولين عن بعثات الحج والحملات الحرص على رفع مستوى الثقافة لدى الحجاج ورفع وعيهم والتشديد عليهم بأن الحج هو شعيرة عظيمة وعبادة وسلوك حضاري يتحلى من خلاله الحاج بكل الصفات الحميدة».
ويقول الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: «إن رفع مستوى الثقافة لدى الحجاج أمر يساهم في تحقيق مطلب الحجاج بالقبول، كما يساهم في مساعدة الجهات الخدمية القائمة على خدمة حجاج بيت الله»، مشيرا إلى أنه يتعين على مؤسسات أرباب الطوائف والبعثات تثقيف الحجاج وإعطاؤهم برامج من التوعية الثقافية قبل وصولهم إلى الديار المقدسة. فيما أشار الشيخ عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف إلى أن الثقافة والوعي مهمان وضروريان خاصة فيما يتعلق بأمور الحجيج فمن خلال الثقافة والوعي يستطيع الحاج أداء شعيرته بكل طمأنينة، لافتا إلى أن الثقافة رسالة واضحة وعلى القائمين على مؤسسات الحج تثقيف حجاجهم ورفع مستوى الوعي لديهم بدعوتهم إلى التودد والتآخي والتراحم والسعي إلى رضا الله سبحانه في أكبر تجمع بشري في أقدس الأماكن وأطهرها. وقال الشيخ صالح بن عواد المغامسي الداعية والخطيب بمسجد قباء: «تتمثل قيمة الحج بصفته شعيرة، ولكن تكمن قيمته أيضا في الالتزام والسلوك والانضباط ورفع الوعي والثقافة لدى الحجاج، وفي كونه يعكس أخلاقيات المسلم وتعاملاته الحيوية مع من حوله، ومن هنا تبرز الدلالة العميقة للحج، وتتعزز رمزيته العظيمة من خلال الواقع الملموس»، مبينا أن رفع مستوى الوعي والثقافة لدى الحجاج أمر مهم يتحقق من خلاله الكثير من المنافع للحجيج ويعود بالفائدة لهم.