يقال ان رأس المال جبان، والمقصود أن الاستثمار أو بالأصح المستثمر يبحث عن الأمان ويبتعد عن المخاطر وخصوصا تلك المخاطر التي قد تقضي عليه تماما مثل الحروب، وهذا الخوف من المخاطر هو شيء طبيعي وبالتالي عندما تدق طبول الحرب في منطقتنا فإنه من الطبيعي أن يبتعد الناس عن الاستثمار وينسحبوا من الأسواق ويقبضوا على أموالهم أو يجعلوها قريبة منهم، وهكذا تتم عمليات البيع ولا يتواجد مشترون ولذلك تنخفض أسعار سلع الاستثمار بصفة عامة ما عدا أسعار المعادن النفيسة كالذهب وذلك لأنها تعتبر ملجأ آمنا لحفظ الثروات وبالتالي فإن أسعارها لا تنخفض عند الصراعات والحروب بالعكس فإن الطلب عليها يزداد.
وهذا ما شاهدناه خلال الأسابيع الماضية حيث انخفضت أسعار الأسهم في السوق السعودي وفي كل أسواق الأسهم الخليجية فور ما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن عزمها لضرب النظام السوري عقابا له على استخدام أسلحة محرمة دوليا على شعبه الأعزل وقتل أكثر من ألف مواطن في هجوم كميائي متوحش لم يفرق ما بين طفل أو عجوز ولا رجل أو أمرأة، وبدأت الاستعدادات لهذه الهجمة العسكرية وبما أن أحدا لا يستطيع أن يحدد ما الذي سوف يحدث عندما تقوم قوات عسكرية أمريكية أو غيرها بضرب دولة أخرى مثل سوريا وهل سيتطور الأمر ويصل إلى حد دخول دول أخرى وتتوسع دائرة الحرب فإن الخيار الأسلم للمستثمرين هو الانتظار إلى حين انقشاع هذه الغمامة وانتهاء الضربة ويعود الاستقرار أو على الأقل تتضح الصورة وبعدها بالإمكان العودة للاستثمار مرة أخرى.
ولكن وإن كان هذا هو التصرف الأسلم إلا أنه قد لا يكون التصرف الأفضل، فالمستثمر المتمرس يفرق ما بين الخوف النابع من حوادث حقيقية مثل ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية قبل خمس سنوات والتي كادت أن تؤدي إلى انهيار الأسواق العالمية وما بين الخوف النابع من الإشاعات أو من تضخيم الأحداث وإعطائها حجما أكبر من حجمها، وصحيح إن الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا هي أغلب الظن حقيقة وليست إشاعة ولكن أيضا صحيح أنه لا يتوقع لها أي ردود فعل قوية أو تصعيد، فما الذي ستفعله سوريا عند تلقي هذا الهجوم غير أن تعد الضربات كالطالب البليد الذي يؤدبه استاذه. أما بالنسبة للتصعيد الدولي أو التدخل الخارجي فإن أهم دولتين ممكن أن تتدخلا هما روسيا والصين قد استسلمتا لحتمية الضربة حيث تقوم الأولى بإجلاء رعاياها وتطلب الثانية من أمريكا التأكد من معلوماتها قبل الضرب.
أما إيـران فهي كعادتها تهدد وتتوعد وتتعهد ولكن لا تفعل شيئا إلا عن طريق أتباعها مثل ما يسمى بحزب الله، ولكن هذا الحزب لم يبق على شيء إلا واستخدمه في سوريا، فماذا بقي له أن يفعل هناك؟.
وهكذا فإن الحدث العسكري المرتقب في سوريا لا يبدو بحجم التهديد الذي نسمعه للمنطقة ودولها والمستثمر الذي سحب أمواله عندما سمع هذا التهديد واحتفظ بها لينتظر انتهاء الحدث ومن ثم يعود للسوق قد يكون سحب ماله عند أقل سعر للسوق وعاد به عندما ارتفع السعر وبذلك يكون قد باع عند السعر الأقل واشترى عند السعر الأعلى وهذا ليس بتصرف حكيم للاستثمار، وإنما تكمن الحكمة في انتهاز الفرص وعدم الاندفاع وراء أي موجة سواء كانت متفائلة أو متشائمة ولكن الشراء بالسعر المناسب أو بأقل من السعر المناسب.
وهذا ما شاهدناه خلال الأسابيع الماضية حيث انخفضت أسعار الأسهم في السوق السعودي وفي كل أسواق الأسهم الخليجية فور ما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن عزمها لضرب النظام السوري عقابا له على استخدام أسلحة محرمة دوليا على شعبه الأعزل وقتل أكثر من ألف مواطن في هجوم كميائي متوحش لم يفرق ما بين طفل أو عجوز ولا رجل أو أمرأة، وبدأت الاستعدادات لهذه الهجمة العسكرية وبما أن أحدا لا يستطيع أن يحدد ما الذي سوف يحدث عندما تقوم قوات عسكرية أمريكية أو غيرها بضرب دولة أخرى مثل سوريا وهل سيتطور الأمر ويصل إلى حد دخول دول أخرى وتتوسع دائرة الحرب فإن الخيار الأسلم للمستثمرين هو الانتظار إلى حين انقشاع هذه الغمامة وانتهاء الضربة ويعود الاستقرار أو على الأقل تتضح الصورة وبعدها بالإمكان العودة للاستثمار مرة أخرى.
ولكن وإن كان هذا هو التصرف الأسلم إلا أنه قد لا يكون التصرف الأفضل، فالمستثمر المتمرس يفرق ما بين الخوف النابع من حوادث حقيقية مثل ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية قبل خمس سنوات والتي كادت أن تؤدي إلى انهيار الأسواق العالمية وما بين الخوف النابع من الإشاعات أو من تضخيم الأحداث وإعطائها حجما أكبر من حجمها، وصحيح إن الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا هي أغلب الظن حقيقة وليست إشاعة ولكن أيضا صحيح أنه لا يتوقع لها أي ردود فعل قوية أو تصعيد، فما الذي ستفعله سوريا عند تلقي هذا الهجوم غير أن تعد الضربات كالطالب البليد الذي يؤدبه استاذه. أما بالنسبة للتصعيد الدولي أو التدخل الخارجي فإن أهم دولتين ممكن أن تتدخلا هما روسيا والصين قد استسلمتا لحتمية الضربة حيث تقوم الأولى بإجلاء رعاياها وتطلب الثانية من أمريكا التأكد من معلوماتها قبل الضرب.
أما إيـران فهي كعادتها تهدد وتتوعد وتتعهد ولكن لا تفعل شيئا إلا عن طريق أتباعها مثل ما يسمى بحزب الله، ولكن هذا الحزب لم يبق على شيء إلا واستخدمه في سوريا، فماذا بقي له أن يفعل هناك؟.
وهكذا فإن الحدث العسكري المرتقب في سوريا لا يبدو بحجم التهديد الذي نسمعه للمنطقة ودولها والمستثمر الذي سحب أمواله عندما سمع هذا التهديد واحتفظ بها لينتظر انتهاء الحدث ومن ثم يعود للسوق قد يكون سحب ماله عند أقل سعر للسوق وعاد به عندما ارتفع السعر وبذلك يكون قد باع عند السعر الأقل واشترى عند السعر الأعلى وهذا ليس بتصرف حكيم للاستثمار، وإنما تكمن الحكمة في انتهاز الفرص وعدم الاندفاع وراء أي موجة سواء كانت متفائلة أو متشائمة ولكن الشراء بالسعر المناسب أو بأقل من السعر المناسب.