-A +A
محمد الأحمد
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:(أوصني.. قال: {لا تغضب} فردد مرارا، قال: {لا تغضب}). رواه البخاري.
ومن هنا يتضح لنا من هذا الحديث الشريف وتكرار الوصية بعدم الغضب وذلك أنه لا يقتصر على العواقب الوخيمة التي تعود على صاحبها ومن حوله من آثار سلبية لا نهاية لها وخاصة على النفس فهي تفتح جميع أبواب الشيطان يقظة ومناما .. أما يقظة فهي تسبب الدمار الأسري بكل معنى الكلمة وقس ما شئت على ذلك، أما في المنام فيأخذ الشيطان أسباب الغضب في اليقظة ويدخله بها في منامة لتأجيج نار الفتنة في نفسه كي يفيق من نومه وهو يحمل كل أنواع البغض والكره، مما رأى وباعتقاده أنها رؤيا حق تكشف له الحقائق الخفية ولا يدرى أن هذه أحد مكائد الشيطان المنامية التي يسمح الشخص نفسه له بذلك من عدم وضوء وقلة ذكر وكل الأمور الشرعية التي أمرنا بها الله ورسوله لتفادي الغضب وإطفاء جمرته في القلب والعقل وفي كل الأحوال أي رؤيا يراها النائم في منامه ويقوم منها غضبان أو حزين فهي من الشيطان.. عن عبدالله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعد من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره).
وعند مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس.
وفي رواية عند ابن ماجة عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال قلت له أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ألا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسال الله لي ولكم السلامة من الغضب وأسبابه.

habutalib@hotmail.com