-A +A
عبدالمحسن السابطي (جدة)
برزت إشارات لتراجع مستوى الخدمات الصحية بمستوى ملحوظ في الفترة الأخيرة بمستشفيات جدة رغم إنشاء أبراج صحية جديدة في الشرق والشمال، من بينها مستشفى الملك فهد العام الذي حقق نقلة نوعية في المجال الصحي لما يميزه عن غيره بتوفير كل ما يلزم، بيد أن غالبية المرضى والمراجعين للعيادات في المستشفيات الأخرى شكوا من خلل كبير تمثل في تأخر مواعيد دخولهم للأطباء أو طول المدة ما بين مقابلة وأخرى، حيث تمتد لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، مع نقص بعض الخدمات المطلوبة.



رصدت عدسة «عكاظ» عددا من جوانب الإهمال في مستشفى الملك فهد العام، لخصها المشهد غير الإنساني لأحد المرضى وهو ملقى على سرير في ممر المستشفى بجانب البوابة الخارجية للطوارئ، ولم يراع شعور المريض الذي فضل عدم كشف وجهه ولفه بغطاء بالٍ، فيما توالت جوانب الإهمال في النظافة، حيث ظهرت بعض دورات المياه في المستشفى بدون أدوات تعقيم، مع رداءة بعضها وتهدم بعض جوانبه، فضلا عن وجود طبقة سوداء على تهوية الدورات، الأمر الذي أثار حفيظة كثير من المراجعين في الطوارئ.
وقال عدد من المراجعين الذين التقت بهم «عكاظ» خلال جولتها لمعرفة كافة تفاصيل ما يجري في المستشفيات، إن آلية المواعيد التي يعمل بها من قبل المسؤولين تحتاج إلى إعادة جدولة، بحيث تقضي على طول فترة المواعيد التي يتكبد من خلالها بعض المرضى قضاء زمن طويل بغير مناطقهم، خصوصا القادمين من الخارج جدة، وهذا تترتب عليه أشياء أخرى قد ترهق كاهل المريض الذي يحتاج للراحة في المقام الأول، والعلاج السريع حتى يتعافى في أقرب وقت.
وأفاد غازي النهدي، أحد المراجعين، الذي كان يحاول أخذ موعد لوالدته وحدد له الحضور بعد شهرين في قسم العظام بمستشفى الملك عبدالعزيز، بأن الوضع صعب للغاية في ظل الانتظار الطويل.
ووافقه الرأي طارق حسين، معتبرا أن كثرة المراجعين تتسبب في الزحام وطول فترة ما بين المواعيد الطبية الأولى والثانية خاصة إذا كانت مرتين في الأسبوع، آملا في مراجعة الوضع بصورة كاملة حتى تكون الأوضاع أفضل، ويضيف: «هناك تراجع كبير في الخدمات الصحية ولاحظنا أمورا لا تخفى على العين من إهمال في جانب النظافة والتعقيم على الرغم من أنها أولويات يجب مراعاتها والاهتمام بها في أي مستشفى حكومي أو خاص».
طالب مساعد وفهد الخالدي بالاهتمام بجانب النظافة والتعقيم لانعكاسهما الإيجابي على الصحة العامة، فضلا عن القيام بالتوسع في غرف وأسرة الطوارئ والعيادات التي باتت تئن من الزحام والتكدس وطول الانتظار، وزادا بأن توفر هذه الأشياء ووجود عدد من الأطباء سيقلصان من تفاقم بعض الحالات التي قد تسوء جراء البقاء الطويل بدون علاج إذا لم تجد المراعاة الكاملة في الوقت المناسب.
من جانبه يرى مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود أنه ليس هناك تراجع في الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية، مؤكدا حرصهم التام على تقديم الخدمات المميزة للمواطنين والمقيمين على أكمل وجه حسب الإمكانات المتاحة، وأردف: «تم استكمال العديد من المشاريع التطويرية لمستشفيات المحافظة شملت أقسام العمليات بمستشفى الملك فهد وقسم الطوارئ وكذلك البرج الطبي بمستشفى الثغر وانتقال مستشفى الملك سعود من الموقع السابق للموقع الجديد مستكملا تقديم كافة الخدمات للمرضى».
وحول تأخر المواعيد للمرضى ذكر أن المراجعين ينقسمون إلى قسمين، قسم مراجعي الطوارئ ويتم فيه معالجة الحالات بشكل فوري، والقسم الثاني للحالات الباردة وتحال للعيادات الخارجية والتي قد تتأخر مواعيدها في بعض التخصصات، وذلك يرجع إلى كثافة عدد السكان بمحافظة جدة، مؤكدا أنه تم حل مشكلة تأخر مواعيد أقسام الأسنان بافتتاح مركز طب الأسنان التخصصي الذي يضم أكثر من 40 عيادة أسنان، كما أن العمل جارٍ لإنشاء 200 عيادة أسنان أخرى ستنهي هذه المشكلة تماما، مضيفا أن افتتاح العيادات الخارجية بمجمع خادم الحرمين الشريفين الطبي بشمال جدة نهاية هذا الشهر سيحد من تباعد المواعيد أيضا، معتبرا أن هذه المشاريع ستعيد الأمور لنصابها.
وأكد باداود أن لديهم خططا للشؤون الصحية بجدة لمواجهة زيادة أعداد المرضى، مرسلا تطميناته للجميع بأن المحافظة ستشهد في المستقبل القريب نقله نوعيه على مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة للمواطنين والمقيمين والتي ستسهم في حل مشكلة زيادة أعداد المرضى من خلال افتتاح مجمع خادم الحرمين الشريفين الطبي بشمال جدة، وكذلك مستشفى شرق جدة والتشغيل الكامل لبرج مستشفى الملك فهد وافتتاح مركز الكلى بداية العام المقبل، وحزمة من المشاريع التي هي الآن في طور الإنشاء، مبينا أن المجمعات الجديدة بها خدمات عالية الجودة أيضا تقديرا منهم للمرضى والسعي وراء راحتهم وعدم تعرضهم لأي معاناة أثناء مراجعتهم للأطباء.
وعن أسباب وجود مريض على سرير عند باب الطوارئ، قال الدكتور سامي: «هناك بعض الحالات المتحسنة والتي يستلمها ذووها وتنتظر وصول وسيلة المواصلات الخاصة لنقلهم لمساكنهم، وهذا من بينهم ولا أعتقد أن في الأمر إهمالا من جانبنا، بل المستشفى قام بواجبه على أكمل وجه تجاه المريض».

النظافة والعقاب


الدكتور سامي باداود قطع بأنه ستتم محاسبة مشرفي النظافة بالمستشفى حال وجد أي تقصير في نظافة دورات المياه وعدم توفر صابون غسيلها على مدار اليوم، ويكون العقاب حسب اللوائح والأنظمة الداخلية بالنسبة للشركات المشرفة إذا ثبت تقصيرها فعليا، وأضاف: «نفيدكم بأن هناك عقد صيانة مع إحدى الشركات المتخصصة ويضمن العقد توفير العدد الكافي من عمال النظافة في كل أقسام مستشفى الملك عبدالعزيز وكذلك دورات المياه، وحسب إفادة إدارة المشاريع بالمستشفى بأن مستوى النظافة جيد، وإذا تمت ملاحظة أي إهمال في مستوى النظافة، لن تتوانى الإدارة في تطبيق العقاب، خاصة وأن التعقيم يجب توفره في دورات المياه على وجه الخصوص».