-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
العجيب ان المطلقة انما تعكس تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى، ومن يبحث سجلات حالات الطلاق في بلادنا، بل وبلاد المسلمين، سيجد في الغالب ان المطلقة انسانة مجني عليها من قبل التسلط الذكوري، وسوء ممارسة الحق الشرعي، ثم تلك النظرة السلبية تجاهها في المجتمع. واذا كان الرجل يتحمل النصيب الاكبر فان المرأة تتحمل ايضا نصيبها فهي اسهمت في تلك النظرة السلبية تجاه اختها المطلقة، واكبر دليل على ذلك، ان المرأة الام او الاخت، ترفض ان يقترن ابنها او اخوها بمطلقة.
ياسبحان الله، انسانة استجابت لتطبيق الشرع عليها، من المفروض ان تكون محل تقدير واحترام، فانفصام العلاقة الزوجية بالطلاق اكبر دليل على تقدير الطرفين للاخر، والا لتصرف كل طرف كما يحلو له من وراء الطرف الاخر.

الطلاق نعمة من الله لانه علاج لوضع تستحيل فيه العشرة الزوجية وهو ليس من مستحدثات الاسلام فقد عرفته البشرية عبر عصورها المختلفة وان قننه ديننا الحنيف وقيده.
والحقيقة ان كثيرا من حالات الطلاق تشير إلى ان العيب في الرجل الذي قد تستحيل معه العشرة لسوء اخلاقه، او لضعف دينه، بالاضافة الى سوء استخدام الرجل لحق الطلاق. فأصبحنا نسمع في كثير من المجتمعات عن الحلف بالطلاق، دون ان يكون للمرأة ذنب في وقوع الطلاق عليها، سوى ان شاء القدر ان تكون زوجة لرجل مستهتر متهور، لايراعي فيها إلاً ولاذمة. لقد شرع الله تعالى الطلاق حفاظا على المرأة والرجل، ومن حق المرأة ان تشكك في الرجل الذي طلق زوجته، وان تضع علامة الاستفهام حوله.
هل ساءلنا انفسنا عن اسباب حالات الطلاق، للرجل المخلوع او حتى هذا الذي طلق زوجته، نظرة ارتياب وشك؟.
الا يمكن ان يكون السبب -وهذا وارد كثيرا - هو سوء اخلاق الرجل؟