-A +A
انا مغمورة بالطاقة والنشاط لا أحب البقاء بدون أي شي أفعله .. مواهبي متعددة رسم وكتابة وقراءة ورياضة وتصميم فساتين وديكورات ومنازل واختراع مشاريع كبيرة واكتشاف نظريات غريبة ومشكلتي تكمن فيمن حولي .. فأهلي يتعاملون معي بلا مبالاة وإذا طلبت منهم العون يقولون لي كلمتهم المعتادة
“ أنت أفلحي أولا بالبيت والترتيب والطبخ بعدين تكلمي “ ومشكلتهم أيضا أنهم يرون أعمال المنزل هي كل شيء وصرت أكره أعمال المنزل من كلامهم هذا .. ثم إذا حاولت جاهدة لأقنعهم بوجهة نظري قالوا: “ اهتمي بدروسك أفضل “ مع العلم أني طالبة جامعية وغير مقصرة بدروسي أبدا ونتائجي من أفضل ما يكون , وإذا تصرفت بنفسي وسعيت لأحقق طموحي وأتى دور والدي ليأخذني لمقابلة من يريدون شراء شيء مني أراه يتوانى ويعتذر وغداً .. غداً إن شاء الله ..
وحين بدأت أفقد ثقتي بنفسي .. عدت لأبدأ بمواهبي واحدة تلو الأخرى وقلت لنفسي بأن الموهبة التي أنجح بها هي التي سأصب عليها اهتمامي الكبير أكثر من مواهبي الباقية .. وبدأت بالكتابة .. فكتبت كتاباً أردت طباعته فأكمل حتى الآن سنة ولم ير النور بعد .. و أرسلت لبعض الجرائد مقالات تهم المجتمع لترى النور ولكنها أيضاً لا تعرض .. والمشكلة الكبرى أني حين أعرضها على أهلي وصديقاتي يقولون رائعة ..
وعدت للتصميم فصممت أطقم ذهب وهاتفت شركات كثيرة ولم تجبني أي واحدة منها على الرغم من أنهم لم يروها بعد ... ثم صممت فساتين وعرضتها على إحدى البوتيكات فأعجبت بها وعرضت علي العمل لديها فعارض أهلي ذلك بقولهم “نحن لسنا راضين عن عملك هذا ولك حق الاختيار “ ولأجل رضاهم تركت تلك الوظيفة , وحين لم يأتني شيء من تلك المواهب اكتشفت نظريتين غريبتين الأولى .. للتعامل مع عض البعوض ..
والثانية .. لعلاج نوع من الناس الذين ينامون كثيراً .. وحين أردت أن أعرضها في الصحف بدأت الأيادي الخفية تدور من خلفي لتسرقها وكأنها هي من اكتشفها ولولا أن الله معي وأني قد درست فيما مضى دبلوم في الحاسب الآلي لاستطاعوا أن يسرقوها بسهولة وعلى هذا تركت تلك المواهب وأنا أنتظر ماذا عساني أن أفعل ؟!
أبي العزيز أرشدني بالله عليك إن استطعت .. والله ليس إطراء الناس هو الذي يحمسني للعمل بل أنا أحس إن لم أكن متأكدة أن بأعماقي شيء كبير من الإبداع ولكن كيف لي أن أظهره للناس و ثقتي بنفسي تتلاشى يوما بعد يوم ؟ تحياتي واحترامي
..ابنتك .. ج . س


- نصيحتي لك أن تتصلي بمركز رعاية الموهوبين في الرياض وتأكدي أنهم سيهتمون بك وبمنجزاتك وسيقومونها ويقدمون لك ما تحتاجين له من مساعدة علمية وفنية.
هذا عن تقويم منجزاتك أما الأهم عندي فهو محافظتك على دافعيتك وحرصك على الإبداع لأن هذه الدافعية هي المحرك الحقيقي للمبدعين، وكثيرون هم الذين قتلت دافعيتهم بسبب سخرية من حولهم أو عدم اهتمامهم بهم، ولكن الملفت للنظر أن واحدة من أهم الميزات التي يتصف بها المبدعون هي روح التحدي والصبر والجلد على عدم اكتراث المحيطين، وأقول أنك في زمن تشهد المملكة كما كبيرا من الاهتمام بالمبدعين فقد أنشئت لهذا الغرض مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ، وهي مؤسسة واعدة يهمها المحافظة على كل مبدع ومبدعة، ولكن لا ينبغي أن تنسي أن المطلوب أن تحافظي أنت على ما عندك من مواهب وإبداعات أكثر من محافظة الآخرين عليها، وحرصي على سرد رسالتك كاملة دون اختصار إنما الهدف منه أن يطلع المسئولون والمهتمون عليها، إضافة إلى التأكيد على أنك فعلا شابة تتمتعين بروح التحدي والصبر وهي الصفات التي يحتاجها الموهوب والمبدع كي يحافظ على ذاته وطاقته متقدة في كل الظروف.