-A +A
عبدالرحمن المصباحي (جدة)
شيعت جموع غفيرة من الأهالي ورجال الأعمال والأعيان والمسؤولين أمس، رجل الأعمال الشيخ سليمان بن عبدالمحسن بن عبدالله أبانمي الذي انتقل إلى رحمة الله عن عمر ناهز 87 عاما، ودفن في مقبرة أم الحمام بعد أن أديت الصلاة عليه عصر أمس في جامع الملك خالد في الرياض.
ويتقبل أبناء الفقيد وهم محمد والدكتور وليد ويزيد العزاء في منزل الأسرة في حي السليمانية في مدينة الرياض، شارع المهندس مساعد العنقري، أو على جوال (0505465325).

وأعرب نجل الفقيد الدكتور وليد عن حزنه العميق لفقد والده، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
وبين أن والده عانى من مرض استمر طويلا، مؤكدا إيمانه بقضاء الله وقدره.
إلى ذلك، تحدث لـ «عكاظ» عبدالرحمن بن حسن الشربتلي من خارج المملكة عن مناقب الفقيد، بصفته أحد المقربين منه، مشيرا إلى أن الشيخ سليمان أبانمي رحمه الله كان رجلا طيبا في تعامله وتواصله مع الناس، يمتاز بالجدية في العمل، والأمانة وحسن التعامل مع الجميع.
ويعتبر أبانمي من أهم الأشخاص الذين عملوا في سوقي الأسهم والعقار، وخلافا للكثيرين كان يركز على الاستثمارات الطويلة، ويبتعد عن المضاربات، وامتلك حصصا كبيرة في كثير من الشركات المساهمة والبنوك، وله حضور فاعل اقتصاديا واجتماعيا، وله عديد من الأعمال الخيرية، إذ اشترى أسهما في إحدى الشركات بأسماء أيتام، ويعد أحد أكبر ملاك شركة سابك.
وبدأ سليمان أبانمي حياته عاملا للبناء براتب ضئيل لايتجاوز قروشا عدة، وانتقل إلى العمل الحكومي، واستغني عنه في إحدى الفترات، وانتقل إلى التجارة والأعمال، وكانت تجارة الساعات نقطة انطلاقه في عالم المال والأعمال، حيث بدأها من بيروت حيث كان مرافقا لوالدته التي كانت تعالج هناك، وعمل بها منذ عام 1374 إلى 1383هـ، وفيها حصل على أول مليون ريال.
وقال إن أول صفقة تجارية كانت صفقة أساور الساعات؛ لأن الربح فيها 100%، وهي التي شجعته على الانخراط في تجارة الساعات.
وبدأت شهرة أبانمي تتسع بعد دخوله مجال سوق الأسهم، والتي بدأ بها منذ عام 1402هـ، وتعرض خلالها لتقلبات كثيرة فيها الربح والخسارة، ولكنه عرف بذكائه وقراءته الدقيقة للأوضاع مما حقق نجاحا باهرا في هذا المجال.
وكانت مساهمات سليمان أبانمي الاجتماعية والإنسانية كثيرة، ومتنوعة وبعضها يتسم بالغرابة، وخاصة تبرعه لعشرة آلاف يتيم ويتيمة بأسهم من شركة «ينساب»، إذ اكتتب للأيتام في شركة ينساب، بدفع قيمة ما خصص لهم من الأسهم، وقد صنف سليمان أبانمى أنه أكبر مستثمر في البورصة المصرية على مدار العشرين عاما الأخيرة.