-A +A
سعيد السريحي
صاحبي عبده خال: (وبالتأكيد ليس هو نفس صاحبي الذي تحدثت عنه طويلاً وليس بينه وبين صاحبي القديم علاقة نسب أو مصاهرة أو جوار أو صداقة بل إن أياً منهما لا يعرف الآخر من قريب أو بعيد ولم يسبق لأي منهما أن التقى بالآخر أو حتى فكر في أن يلتقي به). صاحبي عبده خال فكر ذات يوم أن يصبح مليارديراً (لم يكن لحظة أن فكّر في ذلك يمتلك ألف ريال في حسابه البنكي.. ربما لم يكن لديه حساب بنكي كذلك.. فضّل أن يحرق المراحل ويحلم ان يكون مليارديراً دفعة واحدة مؤكداً انه ليس بكثير او مستحيل ان يزداد عدد المليارديرات واحداً فقط.. وراح ليلة حلمه يسرد قائمة من الذين اصبحوا أصحاب الملايين بعد أن كانوا يعيشون في فقر مدقع).
عبده خال استعرض قائمة مليارديرات العالم وحجم الأرصدة التي يمتلكونها.. ولأنه يؤمن بالتفكير العقلاني واتباع سياسة الأمر الواقع اختار من القائمة مليارديراً واحداً لا يملك أكثر من مليارين ونصف فحسب.. عبده خال تحسّر على وضع ذلك الملياردير باعتباره أفقر ملياردير في القائمة ومن حقه أن يحسب ضمن المساكين الذين تجوز عليهم صدقة اصحاب المليارات الأخرى.
وبتواضع شديد وبعقلانية المثقف خطط عبده خال أن يصبح مليارديراً بسيطاً فقيراً مثل ذلك الملياردير الغلبان الذي لا يمتلك سوى مليارين ونصف..
كان عبده خال أيامها يعمل في التعليم ويتقاضى مكافأة خمسة آلاف ريال من «عكاظ» لعمله محرراً غير متفرغ.. فكّر عبده خال قليلاً ثم قال:
- سأكتفي براتب التعليم في مصروفاتي وسأوفر الخمسة آلاف دون أن أصرف منها ريالاً واحداً.. وخمسة على خمسة على خمسة يمكن لها ان تصبح المليارين والنصف التي يحلم ان يمتلكها ذات يوم.
ولكي يضع عبده خال احلامه على الورق ويبدأ في خطة التوفير بشكل عملي أخرج ورقة وقلماً وراح يحسب عدد السنوات التي يحتاجها لكي يجمع المليارين والنصف ويصبح أفقر ملياردير في العالم.
ورفع رأسه عن الورقة وقال:
- ما أحتاج إليه هو خمسين ألف سنة فقط لكي يصبح توفير الخمسة آلاف مليارين ونصف.
عبده خال لم ييأس هتف وهو يطوي ورقة الحساب ويضعها في جيبه:
- يا شيخ الأعمار بيد الله.. الواحد يبدأ والباقي على الله.

suraihi@gmail.com