-A +A
عبدالرحمن العكيمي
يتجاوز الحديث عن الوطن كل المقالات والخطب والقصائد وكل العبارات والتغريدات والأغنيات وحتى حكايات الحب.. يتجاوز الهموم اليومية وحتى الهموم العريضة، ونحن نستذكر مرور 83 عاما من التوحيد ووحدتنا التاريخية المجيدة.. فهذا الوطن الممتد بالحب والوحدة الفريدة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وبمكوناته المتنوعة وبجغرافيته المترامية الأطراف وبتاريخه المضيء وبمقدساته الدينية وبعلمائه الأفذاذ وبرموزه في كل الاتجاهات والأطياف يرسم مشهدا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجد مشابها له في بلد آخر.. وهذه ليست مبالغة أو انحيازا عاطفيا، بل لأنه ما يستحق أن نتأمله في هذه الذكرى الغالية جدا على قلوب أبنائه ذكرى اليوم الوطني المجيد والوطن المعطاء يقف مزهوا من بين كل الأوطان، كنموذج فريد حقق الاستقرار والرخاء والطمأنينة على أرض الرسالات مملكة التوحيد والإنسانية، ولعل من واجبنا تجاه هذه الأرض التي تشكلت بها ملامحنا الأولى واقتسمنا فوق ثراها ثمرات الحياة ونقاءها أن نعبر لها ليس بإعلان الحب والولاء والانتماء وحسب، بل بالعمل سويا وفق منظومة البناء التي كان وما زال وسيظل ــ بإذن الله ــ يرسم ملامحها وبكل عزم وجدارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله. علينا أن نعلم أطفالنا كيف يكون الحب لهذا الوطن بالعمل الجاد والمخلص، وكيف يكون الحب والانتماء واقعا عمليا يتجسد حبا على أرض الواقع في فترة يعيش فيها العالم العربي حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. نسأل الله ــ جلت قدرته ــ أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يديم عليها أمنها واستقرارها ورخاءها إنه سميع مجيب.

ورقة أخيرة:
للشاعر عبدالرحمن العمري:
هل من سبيل إلى إرضائك الأبدي
وأنت حل بهذا القلب يا بلدي
وهل سبيل إلى روح فنبذلها
كي يستريح العناء المر في الجسد
وهل سبيل إلى عين فنسبلها عشقا
له بين ماء العين صوت شدي
وأنت أنت كما شاءت مقاصدنا
عزم تمرد للأعلى بلا عمد