-A +A
سيد عبدالعال (القاهرة)
قال معارضون سودانيون في القاهرة، إن ما يجري في السودان ثورة مكتملة الأركان، وأن سقف الشعارات سوف يرتفع في الأيام المقبلة. وأكدوا لـ«عكاظ»، أن المطالب لن تتوقف عند مطالبة الحكومة بالتراجع عن رفع الأسعار، بل ستشمل محاكمة أركان النظام وفي مقدمتهم الرئيس عمر البشير إذا لم يرحلوا فورا عن الحكم. ورأى عضو الجبهة الثورية لأبناء كردفان محمد حسونة آدم، أن ما يحدث في السودان ثورة مكتملة الأركان يشارك فيها الشعب السوداني ليس في الخرطوم فقط بل في كل أرجاء السودان. واعتبر أنه حان الوقت للتخلص من نظام البشير الذي حكم السودان بالحديد والنار على مدار 25 عاما، لافتا إلى أن تقارير الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تقول إن 48 % من الشعب السوداني يتناول وجبة واحدة في اليوم، وأن 80 % من أبناء دارفور وكردفان يتناولون وجبه واحدة يوميا في حين يصاب البشير وحاشيته من تخم الفساد التي جعلت السودان دولة فاشلة رغم ما تملكه من ثروات طبيعية وغير طبيعية.
وأضاف، أن الثورة لن تنتهي لأن عدد القتلى وصل المئات وليس العشرات كما يقول البعض، لكنه أشار إلى أن تكتيك المعارضة في التظاهر يختلف من مكان لمكان لتجنب الآلة الأمنية للنظام، مشددا على أن تقليل النظام لعدد المتظاهرين في الخرطوم وبحري وبورسودان وغيرها ما هو إلا إنكار للواقع والحقيقة، مؤكدا أن الأعداد تتزايد والمظاهرات لا تتوقف على يوم الجمعة فقط بل في كل الأيام، متهما القوى السياسية التي وصفها بالقديمة مثل حزب الأمة والحزب الاتحادي وغيرها بأنها أصبحت أحزاب عفنة، وأن الشعب السوداني لا ينتظر منها شيئا على الإطلاق، مؤكدا أن الأحزاب القديمة كانت جزءا من نظام البشير، لافتا إلى أن ابن الصادق المهدي يعمل مع النظام باعتباره مستشار البشير.

من جانبه، قال القيادي بالحزب القومي الديمقراطي السوداني محمود كوشيب، إن نظام البشير انتهى تماما، ولم يعد لديه ما يخدع به الشعب السوداني بعد أن تأكد الجميع أن هذا النظام تاجر بالدين مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر؛ حيث نجا من أكثر من محاولة لإقصائه سواء خلال الحرب في دارفور ووصول حركة العدل والمساواة لقصر الرئاسة، أو محاولة الانقلاب على النظام في العام الماضي، مشيرا إلى أن غالبية الشعب السوداني مع رحيل البشير ونظامه، وأن هناك من هم داخل المؤسسة الحكومية يستهدفون إزاحة النظام بعد أن استشرى الفساد، لافتا إلى أن السودان من أعلى دول العالم فسادا. وشدد كوشيب على أن النظام يراهن على انتهاء المظاهرات من خلال إغلاق الفضائيات العربية والدولية ومنع الصحف من الحديث عن المظاهرات وقطع الإنترنت والاتصالات، واصفا النظام بأنه يسير على خطى مبارك والأسد، وأن نهايته قريبه للغاية، وشدد على أن عدم رحيل النظام والإصرار على قتل المدنيين في الشوارع سيرفع سقف المطالب من مجرد إسقاط النظام إلى محاكمة البشير ونظامه وربما إعدامهم في النهاية.
وحول فرص الحل السياسي قال كوشيب: لا يوجد حل سياسي سوى رحيل النظام بعد 25 عاما من الحكم كان فيها السبب الأول لتقسيم السودان، وجلب الفقر والأمراض والمعاناة والحروب للشعب السوداني، وقال إن نظام البشير حول جميع جيران السودان لأعداء للسودان بداية من مصر وجنوب السودان وتشاد وكينيا وغيرها، متهما النظام بأن له سجلا حافلا في دعم الإرهاب، وحذر من أن عدم إنصياع النظام لمطالب الجماهير السلمية قد تدفع ميلشيات ومعارضة مسلحة للدخول على خط المواجهة وهو ما يهدد السودان للدخول بقوة في السيناريو السوري.
بدورها، قالت الناشطة السياسية رحاب عيسى، إن نظام البشير يتهاوى وعلى الدول العربية والغربية التبرؤ من أفعال البشير الذى مارس كل أنواع العنصرية والعنف ضد كل أبناء الشعب السوداني وخاصة المرأة، وأكدت أن الثورة بدأت ولن يعود الثوار حتى يخلصوا السودان من نظام البشير، مؤكده أن أعداد المتظاهرين والقتلى أكثر بكثير مما يقول النظام، واعتبرت أن نظام البشير خدم أمريكا أكثر من أي نظام آخر في المنطقة، وهو ما جعل أمريكا والغرب يصبرون عليه طوال السنوات الماضية، مؤكدة أن عدم منح أمريكا التأشيرة للبشير للمشاركة في فعاليات الأمم المتحدة دليل على عزل البشير عربيا ودوليا، وتساءلت: كيف يمثل البشير الشعب السوداني وهو مطلوب للعدالة الدولية.