-A +A
سالم الأحمدي
أسوأ حالات الكتابة أن تكتب وأنت في حالة انفعالية يغلب عليك فيها التشنج والتوتر، لتطرح من خلالها آراء فيها الكثير من الإقصاء للأشخاص الذين تختلف معهم في وجهات النظر، لذلك يجب أن أكون أكثر اتزانا في طرحي وأنا أحاول أن أشخص واقعنا الرياضي الذي بات لا يعترف إلا بأصحاب الآراء الهابطة، ويقدم لنا العابثين من الدخلاء على الرياضة على أنهم رموز رياضتنا، بل حتى أشباه اللاعبين قدموا لنا على أنهم أساطير في كرة القدم، ولكن سأذهب بمقالي إلى أبعد من هذه الرتوق التي شوهت رياضتنا، ودعوني أتحدث عن الإقصاء الذي يمارسه بعض «متسللي الرياضة» للآخرين، واستماتتهم الكبيرة في سبيل بقاء ناديهم متسيدا لمشهدنا الرياضي في كل حالاته، فهم لا يرفضون منجزات وبطولات الآخرين فحسب، بل يرفضون حتى آراءهم، بل الأدهى والأمر من ذلك أنهم يرفضون حتى وجود غيرهم في دائرة الضوء، فهم ليسوا إقصائيين فحسب، بل هم أكثر من ذلك، هم ــ باختصار ــ يعيشون «وهم» إمبراطورية يعتقدون أنها ما زالت قائمة حتى الآن، وفي حقيقة الأمر أن تلك الإمبراطورية زالت، بل أزيلت عندما حضرت «العدالة والقيم» الحقة، وأصبح التنافس بين جميع المتنافسين فعلا «شريفا»، لذلك لا ضير في كل ما ترونه منهم من آراء ملغومة حد الانفجار الانشطاري، فهم يرفضون الديمقراطية في الرياضة؛ لأن الديمقراطية في الرياضة تبعدهم عن احتكار البطولات والألقاب التي ظلوا لسنوات وهم محتكروها بطرق يعرفها الجميع، لذلك كل ما نشاهده هذه الأيام من أطروحاتهم وصراخهم يجب أن لا نقف عنده كثيرا، فهم يعيشون مرحلة انتقالية جديدة لم يكونوا يتوقعون أنها ستأتي، ولكنها أتت بقوة الحق وعدالته، فعلينا احتواؤهم وعدم القسوة عليهم، وإن كانوا في فترة سابقة مارسوا تجاهنا شتى أنواع الإقصاء، إلا أننا يجب أن نتحلى بفروسية الرياضة وأخلاقها وأن نغفر لهم ما ارتكبوه في حقنا وفي حق رياضتنا، وأن نطوي صفحة سنوات مضت من فصول حكاية النادي «الأوحد»، والتي ولت إلى غير رجعة مهما حاولوا إعادتها من جديد.
ومضات :
ــ ديربي جدة كلاكيت ثالث مرة في الشرائع، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يحاسب المسؤول عن معاناة الناديين وجماهيرهما حتى الآن.
ــ قيادة الحكم عبدالرحمن العمري للقاء الديربي ينذر بكارثة تحكيمية أتمنى عدم حدوثها.
ــ فيتور بيريرا قال ما لم يتجرأ الكثير على قوله، فهو ليس مدربا فحسب، بل هو قائد حماسي يرفض الخسارة مهما كانت الأسباب.
ــ أهل الرياضة يتقبلون كل شيء إلا «العنصريين» فهم داء يجب اجتثاثه.
ترنيمة:
يا الله يا قلبي سرينا.. ضاقت الدنيا علينا
تويتر:
Salem_alahmadi@


!!Article.extended.picture_caption!!