-A +A
«كارثة القرن»


حديث خرج بمنتهى الشفافية والصراحة والوضوح، لامس الحقائق، وتطرق إلى ملفات ما زالت تشغل الرأي العالمي ــ شعوبا وقيادات، منها ما تعمد أقطاب المصالح النافذة في مراكز القرار الأممية تغيبه أو تجاوزه، ومنها ما لم يزل عرضة للمساومة بين أرباب المصالح، ومنها ما حمل قضايا قابلة للمزايدة والابتزاز. صاحب الحديث كان وزير الدبلوماسية السعودية وخبير السياسة الدولية الأمير سعود الفيصل الذي حاول، في حديثه الصريح، إيقاظ الضمير العالمي، عندما وصف ما يحدث في سوريا بكارثة القرن، مقارنة بمستوى الضحايا الأبرياء الذين سقطوا، أوعلى مستوى الخراب والتدمير الذي طال المدن السورية، واقع مرير وضع المجتمع الدولي أمام خيارين: تجاهل ما يقوم به النظام في دمشق من زهق لأرواح الثائرين المطالبين بحقوقهم، أو التصدي لهذه الديكتاتورية الدموية وردعها بحزم، مؤكدا أن ما اتخذ من قرارات خجولة يعبر عن اهتزاز الثقة في النظام العالمي.
وردا على ما يتردد بشأن سعي طهران إلى تحسين علاقاتها بدول الجوار والمجتمع الدولي، كان للفيصل رد واضح مرحب بهذا التوجه، ولكنه أكد ــ في الوقت نفسه ــ أن العبرة في ترجمة الأقوال إلى أفعال، وما لم يتم ذلك فسيبقى مجرد استهلاك إعلامي ويذهب تأثيره، مجددا موقف المملكة تجاه الحفاظ على منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ورافضا أن يكون هناك سباق للتسلح النووي.