-A +A
عبدالله ابو السمح
لفت نظري خبر في الصحف قبل عدة أيام فيه صورة مشتركة لسمو أمير مكة المكرمة خالد الفيصل ورئيس مشروع الأضاحي معالي الدكتور أحمد محمد علي في جولة تفقدية للمشروع وللمجزرة الضخمة في منى، تلك المجزرة الحديثة أعدت لذبح ملايين الأنعام من إبل وبقر وضأن إنفاذا لواجب الهدي والفدو، ومعلوم أنه على كل حاج تقديم ذبيحة هديا وقربانا لله تعالى، والفدو ذبيحة تكفير عن خطأ أو سهو في واجبات الحج مما يجبر بذبح بهيمة من الأنعام، ملايين الذبائح يسفك دمها في الحج قربانا لله سبحانه وتعالى وإطعاما للفقراء في الأيام المباركة، في الماضي البعيد كان الأمر بسيطا حيث يحضرون معهم نسكهم أو يشترونه من الرعاة بعد أن اتسعت البلدان ولم يعد ممكنا إحضار الهدي (الذبيحة) معهم، ثم تعقدت الأمور أكثر بزيادة أعداد الحجاج فصارت اللحوم زائدة ولا تجد من يأخذها فتترك في مكان الذبح أو الخلاء وتتعفن إلى أن تأتي البلدية وتدفنها، ثم جاء مشروع الأضاحي ووجدوا حلا بتجميد الذبائح بالبرودة الشديدة ثم توزيعها على البلاد الإسلامية التي تعاني من المجاعة، حل حضاري مفيد، وقد أثير موضوع الذبح حيث رفض الذبح الآلي، وتم التعاقد مع مئات الجزارين من بلاد إسلامية، في الواقع أن لعملية ذبح ملايين الأغنام والأبقار.. إلخ مشاكل عديدة.
وأقترح على معالي رئيس مشروع الأضاحي التقدم إلى المجامع الفقهية التي تنعقد في مكة المكرمة أيام الحج بأن يستعاض عن الذبح الفعلي بقيمته نقدا ويوزع على فقراء الحرم وأيتامه للإنفاق منه طيلة العام عبر الجمعيات الخيرية.

إن الاستعاضة عن الذبح بالنقود كما هو في زكاة الفطر وأجازه غالبية العلماء لفائدته للفقراء، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم، كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين). الحج 37، فالقصد هو التقوى، وكما في آيات أخرى الصدقة على المساكين، كذلك قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وفي هذا العصر السريع المختلف عن العصور السابقة لا بد من استنباط ما يحقق المقاصد الربانية بوسائل عصرية ميسرة، إنه اقتراح أرجو لو نظر أهل العلم فيه للتيسير.