أكدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة أن المملكة خير من يمثل الأمتين العربية والإسلامية في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية، وخاصة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وثمنت عاليا الموقف المبدئي والشجاع للمملكة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.
وأوضحت المجموعة في ختام اجتماع طارئ للسفراء الدائمين في الأمم المتحدة عقد أمس بعد إعلان الرياض رفضها عضوية مجلس الأمن، أنها تتفهم وتحترم موقف المملكة، إلا أنها تتمنى على الرياض أن تحافظ على هذه العضوية.
وقال البيان الذي نشرته الدول العربية في الأمم المتحدة: «تداولت المجموعة العربية على مستوى السفراء المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة في نيويورك بشكل طارئ الوضع المترتب على موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية بشأن عضويتهم في مجلس الأمن».
والمجلس الذي يضم 15 دولة عضوا، يجدد كل سنة لخمس دول غير دائمة العضوية على أساس إقليمي. والخميس، انتخبت المملكة وتشاد وتشيلي ونيجيريا وليتوانيا لولاية من سنتين تبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل. وفي حال تمسكت المملكة بقرارها، فسيعود للمجموعة العربية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة إيجاد مرشح جديد تصادق عليه الجمعية في تصويت.
ومن جهته، أيد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الموقف الذي اتخذته المملكة بالاعتذار عن قبول العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي. وعبّر العربي في بيان رسمي له أمس عن أمله في أن يدفع قرار المملكة الجهود التي تبذل منذ سنوات لتطوير وإصلاح مجلس الأمن الدولي. وأكد أهمية ما جاء في بيان المملكة بشأن عجز مجلس الأمن الدولي عن حل عدد من القضايا الحيوية مثل القضية الفلسطينية أو وضع حد للمأساة الإنسانية في سورية أو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مجلس الأمن الدولي في حاجة إلى «إصلاح شامل» يتضمن تحديد نطاق استخدام أو التلويح باستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس. وكان مجلس جامعة الدول العربية قد ناقش في دورات سابقة موضوع إصلاح مجلس الأمن الدولي.
وفي السياق أوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر تتفق مع الأسباب التي دعت المملكة للاعتذار عن عدم قبول العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، وقال: «هي الأسباب التي تشاطرها فيها العديد من الدول والشعوب ولا سيما عجز المجلس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضية السورية». وأضاف المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء القطرية: «إن دولة قطر تأمل أن تتمكن المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة لاسيما مجلس الأمن من الوفاء بالتزاماتها وبالأهداف السامية التي قامت من أجلها وذلك تحقيقا للعدالة وحفظا للأمن والسلم الدوليين».
كما وصف رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين خليفة بن أحمد الظهراني من جهته قرار المملكة الرافض لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، بأنه رسالة واضحة وموقف شجاع لحث الأمم المتحدة على ضرورة قيامها بالإصلاح الحقيقي والدور المطلوب في القضايا الإنسانية، وقضايا الأمة الإسلامية والعربية.
ورأى الظهراني وفق ما بثته وكالة الأنباء البحرينية أن مبررات اعتذار المملكة عن قبول المقعد يعد قرارا تاريخيا يعبر عن المسؤولية الرفيعة للمملكة ودورها الرائد، تجاه انحياز المنظمات الدولية وعدم مصداقية قراراتها وفشلها في تحقيق الأمن والسلام في المجتمع الدولي.