-A +A
عبدالله ابو السمح
طيلة أيام الحج من اليوم الخامس إلى ما بعد أداء المناسك فإن حديث الصحف كان عن الحج والحجاج والوفود ثم عن نجاح الموسم، والحج هو الحج من ألفي عام، وإن أردت الدقة فمن حجة الوداع لنبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه شعائره هي كما تقررت، الحجاج يؤدونها كما هي ويرجون الله قبولها منهم، الحديث عن نجاح الحج هو عن تنظيمات الحج وجهود جعله ميسراً، لقد تعودنا أن نرى سيلا من التهاني بين المسؤولين على نجاح حج العام، وقد لا يكون كذلك لكثرة الصعوبات والمخالفات، نجاح الحج يعني الالتزام والتطبيق الدقيق للخطة الموضوعة وتنظيماتها من مرور وحركة، الحكومة السعودية بذلت جهوداً وأنفقت أموالا ضخمة على مشاريع في المشاعر والحرمين الشريفين لتجعل الحج والعمرة ميسرين للحجاج والمعتمرين الذين تزداد أعدادهم إلى ملايين وفق الزيادة السكانية المطردة في العالم الإسلامي الذي مازال لا يتقبل فكرة تنظيم النسل «فيتكاثرون كغثاء السيل» كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع الأسف لم يفهم أحد معنى الحديث الشريف ويتخذوا الخطط اللازمة لتطبيقه.
نجاح موسم الحج هو أيضا بنجاح الالتزام والتطبيق الدقيق بخطة التنظيم الموضوعة، وحسب ما سمعنا وقرأنا فإن حج هذا العام كان ميسراً للجدية في تطبيق الخطة التنظيمية بداية من تخفيض عدد الحجاج ومنع الحج العشوائي، وإلزام حجاج الداخل بأخذ تصريح، ولابد من تسوير المشاعر (عرفات) فلا حج بدونها تسويراً محكماً، وتنفيذ العقوبات بصرامة، وليكون حجا مقبولا لابد أن يكون خاضعاً للتنظيم الدقيق، لا تتساهلوا فيفسد حج الحجاج.