-A +A
مشعل السديري
كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة (ديلي اكسبريس) أن الانجليز لا يستطيعون الكف عن الضحك حتى في وقت الخطأ وأثناء الجنازات.
ومع انني لا اشكك في تلك الدراسة، إلا انني في نفس الوقت قلما شاهدت انجليزيا يضحك ويقهقه من قلبه، فكل ضحكاتهم هي على (شطوه) -أي على جنب-، وهذا لا ينقص من قدرهم بل بالعكس، فالابتسامة هي كالدمعة تماما، يجب أن تكون عزيزة.
ويجب أن أعترف بأن الضحكات قد لا تعني لي شيئا بقدر ما تسحرني (الابتسامات).
ولا يمكن أن اغفل التاريخ عندما ذكر لنا في بطون كتبه قصة ما قيل في (نشيد الانشاد).
وكيف لنا أن نغفل ابتسامة (كليو بترا) التي غنى لها المطرب عبدالوهاب أجمل ما غنى، كيف نغفل أن تلك الابتسامات (الثعبانية الفاتنة) هي التي قتلت قيصر روما، وهي التي اودت بحياة (انطونيوس)، وكيف أن تلك الابتسامة هي التي هزت أكبر امبراطورية عرفها التاريخ.
وهل من الممكن مثلا أن يقف الإنسان أمام لوحة (الموناليزا) دون أن يتفكر؟!، وهي المرأة التي أجبرت الفنان (دفنشى) أن يتلكأ في اكمال رسمها أكثر من ثلاث سنوات، من أجل الاستمتاع بالمزيد من ابتسامتها الغامضة.
وقبله كذلك، حتى (دليله) الهبلا، عندما ابتسمت (لشمشون) الأهبل، فخر لها ساجدا على ركبتيها، فجزت شعر رأسه، فغضب ومن حماقته تلك هد المعبد على رأسه قائلا: (علي وعلى أعدائي يا رب)، وذهب (طعاما للجحوش).
وبعده بعدة قرون، كيف أن (نابليون) اكتشف بمحض الصدفة مسدسا اخفته فتاة حسناء بين ثدييها تريد أن تقتله، وعندما هم حراسه بقتلها، منعهم قائلا لها: لقد اخفيت سلاحك في مكان رائع وخطير يعجز كل جنودي عن السيطرة عليه، ولكنك بابتسامتك الجميلة هذه سيطرت انت علي، فاذهبي لقد غفرت لك.
وأخيرا وليس آخرا كيف أن مسز (سامبسون) المرأة الأمريكية المطلقة، استطاعت أن تهز عرش بريطانيا العظمى وتجعل من (ادوارد الثامن شخشيخة) بيدها إلى درجة أنه من أجلها تنازل عن العرش.
واليوم كلما شاهدت أنا صورتها وابتسامتها الباردة، أتعجب من هذا الذي ضرب الله على قلبه وعقله؟!، فتلك المرأة ينطبق عليها المثل القائل: (لا وجه في مقعد ولا حضن في مرقد).
وسبحان من وزع الابتسامات على بنات حواء -انتبهوا الله يرضى عليكم-، ليس كلهن وإلا تكون مصيبة.

Meshal.m.sud@gmail.com


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250
موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة