-A +A
منصور الطبيقي
المملكة أكبر داعم لمنظمة الأمم المتحدة والجمعيات والأنشطة الإنسانية المنبثقة منها. صرفت مئات الملايين لها وأوفت بجميع التزاماتها مع تخاذل دول كبرى ومؤثرة في العالم بدفع المستحق عليها من التزامات مالية والوفاء بمتطلبات هذه العضوية المالية والمعنوية.
خمس دول عظمى تتلاعب بمصائر شعوب الأرض وتخدم مصالحها وأجنداتها الواضحة والمستترة، وبقية العالم في وضع المتفرج والباحث عن خلاص.
اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن غير الدائمة بعد الترشح لهذا المنصب لسنوات عديدة له مدلولات عميقة ومنها:
احتجاج قوي ضد عجز هذا المجلس للحفاظ على السلم والأمن الدوليين اللذين أنشئ هذا المجلس من أجلهما ولا أدل من ذلك إلا الخذلان المقيت وعدم القدرة حتى على توجيه إدانة صورية للممارسات اللا إنسانية والبربرية والإبادة الجماعية التي قامت وتقوم بها الحكومة السورية ضد شعبها والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد وتهجير الملايين، وعجزه الدائم في قضية المسلمين والعرب الأولى فلسطين التي ظلت محتلة سبعة عقود بالرغم من عشرات القرارات التي تدين الاحتلال والصلف الإسرائيلي وعشرات القرارات الأخرى ضد هذه الممارسات العدوانية والتي لم تمرر بسبب أصدقاء هذا الكيان.
إن هذا المقعد بالمجلس ليس شرفيا وإن لم تكن للعضو القدرة على احداث التغيير الإيجابي والمنفعة لوطنه وللدول التي اختارته بسبب منظومة العمل المسيسة وآلية اتخاذ القرارات العقيمة، فالأفضل ألا نشارك في هذه الخدعة الكبيرة!
الاعتذار عن هذا المقعد جاء في وقته تماما ويدل عن حنكة سياسية كبيرة وسيدفع كثيرا من العقلاء للتمعن في مدلولاته وأسبابه وربما نشهد تغييرا إيجابيا في هذه المنظمة، كيف لا ومن قامت به دولة بحجم المملكة.


tobagi@hotmail.com