شهدت سماء المملكة عصر أمس الكسوف الشمسي الأخير للعام الجاري، حيث وقعت كامل المناطق في شبه ظل القمر ورصدت بدايته وذروته العظمى حتى غربت الشمس في حالة كسوف جزئي.
وبين رئيس جمعية الفلك بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة، انه قبل بداية الكسوف في سماء المملكة حدث الاقتران لقمر العام الهجري الجديد 1435 في الرابعة إلا عشر دقائق عصرا، حيث وقع القمر مباشرة بين الأرض والشمس، لافتا إلى أن هذه الظاهرة عادة تكون غير مرئية من الأرض نظرا لأن القمر يعبر فوق أو أسفل الشمس، ولكنها رصدت في المناطق التي حدث فيها الكسوف قبل الاقتران، واستطاع القاطنون هناك رؤية تلك اللحظة التي لم تكن مشاهدة في المملكة نظرا لحدوثها قبل بداية الكسوف محليا.
وأوضح أنه تم رصد الكسوف من خلال التلسكوبات المزودة بمرشحات ضوئية، وتوزيع نظارات خاصة تخضع للمواصفات ومقاييس الجودة العالمية، حيث تعمل على منع الأشعة فوق البنفسجية والأشعة ما تحت الحمراء بنسبة 100 %، إضافة إلى حجب الضوء المرئي بنسبة 99.999 % نظرا لأن مراقبة الشمس تختلف عن باقي الأجرام بسبب الإشعاعات التي تصدر عنها.
وأردف «ترجع أهمية كسوف الشمس وخاصة في المناطق التي يعبر المسار المركزي للكسوف الكلي أنها تتيح الفرصة لدراسة الطبقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس الهالة، التي حيرت العلماء نظرا لأن درجة حرارتها بالملايين في حين أن درجة سطح الشمس لا يزيد على 5.500 درجة مئوية، حيث يتم عمل تخطيط للمجالات المغناطيسية وعمل العديد من القياسات في محاولة لمعرفة السبب وراء ذلك»، مبينا أن كسوف الشمس المقبل في سماء المملكة سيكون جزئيا في سبتمبر 2016.