فُجعت، كما فجع الكثيرون غيري، من تلك المشاهد الفظيعة التي وصلتني على جهاز الهاتف بطريق «يوتيوب»، عن ذلك المواطن الذي يضرب بكل قسوة ووحشية عامل نظافة ضعيف وافد من إحدى الدول الآسيوية. لم أشاهد في حياتي مثل هذا الافتراء والقسوة والوحشية متجسدة في صورة إنسان كما شاهدت في تلك المناظر المقززة، ولم أسمع من قبل توسلات وتضرعات وصرخات ألم مبرح كما سمعتها صادرة من ذلك العامل المسكين، وإلى درجة أنه كان يتمنى الموت لنفسه لتجنب ذلك الألم وتلك الوحشية.
مهما كانت الجريمة، أو التهمة الموجهة إلى ذلك العامل الضعيف، فإنها تتضاءل أمام الجريمة الشنعاء التي ارتكبها هذا الوحش الهائج المجسد في صورة إنسان، وهو يعتدي بالضرب باليدين والرجلين والعقال على وجه ورأس وكل أجزاء جسد ذلك العامل البائس.
سبب الاعتداء كما نفهم من تلك المشاهد، هو اتهام العامل بمحاولة الاتصال هاتفيا بزوجة الرجل. بناء على ذلك الاتهام، قرر الرجل المتوحش أن يمسك بزمام القانون بيديه، وأن يقوم بتطبيق العقوبة بطريقته وبنفسه، بدلا من الأجهزة الأمنية. فقام على مايبدو بحبس العامل في غرفة مغلقة في منزله، وجعل أحدهم يقوم بتصوير الحدث، ثم انهال ضربا بيده ورجله وعقاله المكربج بصورة بشعة على ذلك العامل الضعيف الذي أصابه الرعب وتكوم على الأرض وهو يتلوى ويبكي ويصرخ من الألم، ويتمنى الموت لكي يمكنه الخلاص من الألم ومن قسوة وهمجية ووحشية الشخص الذي يضربه.
وحصل بعد ذلك ما كنت أخشاه. فقد عرضت قناة CNN الأمريكية شريطا مصورا كاملا عن الحادث، بعنوان «رجل سعودي يضرب خادمه»، مع تحذير بأن الشريط يعرض صورا مسيئة قد تزعج المشاهد.
هكذا أساء هذا المواطن إلى بلده وإلى جميع مواطنيه بتصرفاته اللا إنسانية، وعكس للعالم أجمع صورة في غاية السوء عن المواطن السعودي وعن المملكة عموما. وترك لنا الآن المهمة الصعبة لإقناع العالم أن هذه ما هي إلا حالة فردية شاذة، لا تمثل الشعب السعودي عامة، وأن لدينا أكثر من سبعة ملايين وافد مقيم معنا وفي وسطنا ولا يمسهم الأذى والإهانة بمثل هذه التصرفات الهمجية.
أهيب بهيئة حقوق الإنسان لدينا أن تتدخل عاجلا لمعالجة الموقف قبل أن تثير الموضوع وتحتج عليه هيئات ومنظمات حقوق الإنسان العالمية الأخرى.
ولكن أثلج صدري ما صرحت به بعض أجهزة الإعلام الخارجي أن السلطات السعودية وأجهزة الأمن المسؤولة في المملكة ستعمل جاهدة لإخضاع المواطن المعتدي للتحقيق وتلقي العقاب.
وكنت أتمنى أن أسأل ذلك المواطن، وبصرف النظر عن صحة التهمة من عدمها، لو ارتكب ابنك مثلا أو شقيقك مثل هذا العمل اللا أخلاقي الذي اتهمت به العامل البائس، فهل ترضى أن يقوم أحد بحبسه في غرفة لا ينفذ إليها الضوء، وتعذيبه وضربه وإهانته بمثل هذه القسوة والوحشية الخالية تماما من كل إنسانية أو شفقة أو رحمة؟ ألم يكن من الأفضل والأشرف لك ولنا، أن تسلم هذا المتهم إلى السلطات الرسمية للتحقيق واتخاذ الإجراءات النظامية ضده إذا ما أثبتت عليه التهمة؟
لا يسعنى أخيرا إلا أن أعتذر باسم جميع الشرفاء والطيبين من المواطنين السعوديين الذين يتمتعون بحس إنساني وقلوب رحيمة إلى ذلك العامل المسكين وإلى أهله، سواء ثبتت التهمة عليه أم لم تثبت.
فلا يستحق إنسان، مهما ارتكب من ذنب، أن يعاني مثل تلك القسوة والهمجية، وأن تهدر كرامته وإنسانيته بهذه الصورة البشعة في ظل وجود قانون وأنظمة حضارية سائدة. نحن جميعا من ذلك المواطن المتوحش ومن فعلته البشعة براء إلى يوم الدين.
مهما كانت الجريمة، أو التهمة الموجهة إلى ذلك العامل الضعيف، فإنها تتضاءل أمام الجريمة الشنعاء التي ارتكبها هذا الوحش الهائج المجسد في صورة إنسان، وهو يعتدي بالضرب باليدين والرجلين والعقال على وجه ورأس وكل أجزاء جسد ذلك العامل البائس.
سبب الاعتداء كما نفهم من تلك المشاهد، هو اتهام العامل بمحاولة الاتصال هاتفيا بزوجة الرجل. بناء على ذلك الاتهام، قرر الرجل المتوحش أن يمسك بزمام القانون بيديه، وأن يقوم بتطبيق العقوبة بطريقته وبنفسه، بدلا من الأجهزة الأمنية. فقام على مايبدو بحبس العامل في غرفة مغلقة في منزله، وجعل أحدهم يقوم بتصوير الحدث، ثم انهال ضربا بيده ورجله وعقاله المكربج بصورة بشعة على ذلك العامل الضعيف الذي أصابه الرعب وتكوم على الأرض وهو يتلوى ويبكي ويصرخ من الألم، ويتمنى الموت لكي يمكنه الخلاص من الألم ومن قسوة وهمجية ووحشية الشخص الذي يضربه.
وحصل بعد ذلك ما كنت أخشاه. فقد عرضت قناة CNN الأمريكية شريطا مصورا كاملا عن الحادث، بعنوان «رجل سعودي يضرب خادمه»، مع تحذير بأن الشريط يعرض صورا مسيئة قد تزعج المشاهد.
هكذا أساء هذا المواطن إلى بلده وإلى جميع مواطنيه بتصرفاته اللا إنسانية، وعكس للعالم أجمع صورة في غاية السوء عن المواطن السعودي وعن المملكة عموما. وترك لنا الآن المهمة الصعبة لإقناع العالم أن هذه ما هي إلا حالة فردية شاذة، لا تمثل الشعب السعودي عامة، وأن لدينا أكثر من سبعة ملايين وافد مقيم معنا وفي وسطنا ولا يمسهم الأذى والإهانة بمثل هذه التصرفات الهمجية.
أهيب بهيئة حقوق الإنسان لدينا أن تتدخل عاجلا لمعالجة الموقف قبل أن تثير الموضوع وتحتج عليه هيئات ومنظمات حقوق الإنسان العالمية الأخرى.
ولكن أثلج صدري ما صرحت به بعض أجهزة الإعلام الخارجي أن السلطات السعودية وأجهزة الأمن المسؤولة في المملكة ستعمل جاهدة لإخضاع المواطن المعتدي للتحقيق وتلقي العقاب.
وكنت أتمنى أن أسأل ذلك المواطن، وبصرف النظر عن صحة التهمة من عدمها، لو ارتكب ابنك مثلا أو شقيقك مثل هذا العمل اللا أخلاقي الذي اتهمت به العامل البائس، فهل ترضى أن يقوم أحد بحبسه في غرفة لا ينفذ إليها الضوء، وتعذيبه وضربه وإهانته بمثل هذه القسوة والوحشية الخالية تماما من كل إنسانية أو شفقة أو رحمة؟ ألم يكن من الأفضل والأشرف لك ولنا، أن تسلم هذا المتهم إلى السلطات الرسمية للتحقيق واتخاذ الإجراءات النظامية ضده إذا ما أثبتت عليه التهمة؟
لا يسعنى أخيرا إلا أن أعتذر باسم جميع الشرفاء والطيبين من المواطنين السعوديين الذين يتمتعون بحس إنساني وقلوب رحيمة إلى ذلك العامل المسكين وإلى أهله، سواء ثبتت التهمة عليه أم لم تثبت.
فلا يستحق إنسان، مهما ارتكب من ذنب، أن يعاني مثل تلك القسوة والهمجية، وأن تهدر كرامته وإنسانيته بهذه الصورة البشعة في ظل وجود قانون وأنظمة حضارية سائدة. نحن جميعا من ذلك المواطن المتوحش ومن فعلته البشعة براء إلى يوم الدين.