-A +A
د.ياسر حسن سلامة
كتبت سلسلة مقالات عن الاخطاء الطبية وخطأ ارتباط احكام اللجنة الطبية الشرعية بالدية (الشرعية) والتي تلزم وفي اسوأ حالات الاخطاء الطبية المؤدية للوفاة طبعا تغريم المخطئ (100) ألف ريال فقط على اعتبار ان هذا الحكم قمة ما يمكن الوصول اليه مهما بلغت التجاوزات الادارية او الفنية في المنشآت الصحية.
وذهب تحت مظلة هذه الشماعة المئات من المظلومين .واستشهدت آنذاك بقضية الاطفال الثلاثة ومعهم الفتاة التي لم تبلغ العشرين حيث أقُنع اولياء امورهم من قبل طبيب واحد في مستشفى عيون متخصص في جدة بحاجتهم الماسة لاجراء عمليات ليزر ومياه بيضاء ليجرهم بعد العمليات نحو العمى المستديم مدى الحياة،

واليوم وبعد كل هذه المطالبات والتي كانت تهاجم من البعض على اعتبار انها (من وجهة نظرهم) غير متوافقة مع الشرع الذي حدد قيمة الدية المؤدية للوفاة او الموت الغير المقصود فلا مجال للاقتراح او الاجتهاد في هذا الباب. ويأتي رفض ديوان المظالم للحكم الصادر من احدى اللجان الشرعية الطبية المتضمن تعويض مواطن مبلغ 250 ألف ريال نظير ماحدث لزوجته وطفلها حيث انهم تعرضا وبالاحرى الزوجة لنقل دم ملوث بالايدز في احد المستشفيات الخاصة اثناء قيامهم بإجراء عملية ولادة قيصرية لها، لتظهر بعد ذلك بشهرين تقريبا ملامح واعراض مرضية تثبت بعد الفحص من مستشفى متخصص اصابة الام ومولودها بالايدز.وما اعظم واجمل هذا الموقف لديوان المظالم الذي يؤكد ان للانسان قيمة بعدم ضرورة ربط الخطأ الطبي بحسابات وتقديرات الدية الشرعية التي لها ظروف مختلفة والتي لو أخذ بها في هذه الحالة على سبيل المثال قد لا تكفي لعلاج الام وطفلها لمدة سنتين فقط ليجدوا نفسهم بعدها في غياهب لا يعلمها الا الله حيث ان متوسط العلاج لمريض الايدز سنويا 100 ألف ريال.. وللحديث بقية.
فاكس: 6991777
ص.ب 3744 جدة 21481