في أواخر أغسطس عام 2003 أرسلت إلى «عكاظ» مقالا بعنوان «من سيقتل عرفات» وكان عرفات وقتها يعاني من أعراض مرضية شبيهة بالتي ظهرت عليه بعد سنة من ذلك وتوفي على إثرها. في المقال المذكور أشرت إلى خبر قصير نشر في صحيفة إسرائيلية آنذاك يقول «قرر جهاز الأمن العام تصفية ياسر عرفات بطريقة لا تترك أثرا ولا تشير إلى الفاعل».. كان خبرا غريبا وقصيرا آثار استغرابي وأعتقد أنه نشر في شهر يوليو أو أغسطس، من ذلك العام.. وكانت هناك إشارات أخرى عن دعوات إسرائيلية رسمية وإعلامية لتصفية عرفات آخرها ظهر في ندوة نظمتها صحيفة الغارديان البريطانية بحضور رئيس تحرير معاريف ومحرر في صحيفة جيروزاليم بوست.. إذ أن المشاركين الإسرائيليين دعوا في مقالين نشرا لهما في صحيفتيهما أثناء الندوة إلى تصفية عرفات.. فوقفت في اليوم التالي وقلت: إني أرى دمنا على أسنان هذين الصحفيين اللذين تحولا إلى نعال ينتعلهما جنرالات إسرائيل. وتساءلت كيف يمكن لصحفي يحترم مهنيته أن يتحول إلى داعية قتل؟
بعد الندوة عدت إلى رام الله.. وتوجهت في أواخر شهر سبتمبر إلى المقاطعة ووجدت الرئيس عرفات يجلس في غرفة استقبال صغيرة قرب غرفة حراسه بحضور غسان الشكعة وانتصار الوزير أم جهاد واثنين آخرين فغادر أحد الحضور لكي أجلس في الغرفة الصغيرة، كان عرفات يجلس مطرقا وراء مكتب صغير ولاحظت أن وجهه خاصة حول الأنف يميل لونه إلى اللون الأزرق.. كان يستمع إلى أحاديثنا دون تعليق.. وفجأة وقف بسرعة وتوجه إلى حمام غرفة الحراس وهرع الحراس وأعضاء مكتبه إلى المكان وبعد دقائق عاد وجلس.. كان عرفات آنذاك يعاني من وعكة وصفها أطباء تونسيون ومصريون بأنها انفلونزا في المعدة، وعندما عاد تساءلت أمامه «لم أسمع من قبل بانفلونزا في المعدة؟» فلم يعلق وجلس مطرقا لا يتحدث فقلت إنني كنت في ندوة في الغارديان وانتقدت دعوات إسرائيلية لتصفية عرفات. فدارت عيناه في حدقتيهما ولم يعلق. فقال: أين كنت غائبا فشرحت له ما حدث، وأضفت لقد سألني الكثيرون عن مرضك.. وقبل أن أجيبه عاد وانتفض من مكانه وتوجه إلى الحمام ثانية ويده على فمه يريد أن يتقيأ، ثم عاد بعد دقائق وجلس فأكملت حديثي «قلت لمن سألني إن عرفات هضم ثلاثة رؤساء وزارات إسرائيليين، فصحح كلامي «أربعة رؤساء وزراء» هذا ما قلته لرئيس وزراء إسبانيا اثينار، لقد استهلكت أربعة رؤساء وزراء إسرائيليين وسربه اثينار إلى الإعلام.. فأكملت: ولكن شارون كامل الدسم وصعب على الهضم في معدة عرفات.. فابتسم بصمت.
كان عرفات ربما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة آنذاك وشفي، ثم تكررت بعد سنة وفي مرضه الأخير جمعت تصريحات إسرائيلية ومنها ذلك الخبر وفقرة المكالمة التي وردت في مكالمة مع جورج بوش التي نشرها أوري لوبراني المستشار الصحفي لشارون في صحيفة «البوست» بعد وفاة عرفات بيوم أو اكثر وجاء فيها قول شارون إنه في حل من تعهداته تجاه عدم المس بعرفات، فرد بوش دعه للعلي القدير.. فرد شارون ولكن العلي القدير يحتاج إلى مساعدة بشرية أحيانا.. إضافة إلى تصريحات عسكرية وسياسية إسرائيلية حول أن عرفات سينتهي قريبا.. ونشرتها في تقرير فإذا بعشرات الصحفيين والمراسلين الذين قدموا لتغطية جنازة عرفات يهرعون إلى مكتبي وسؤالهم الوحيد.. هل تتهم إسرائيل بقتل عرفات؟ فقلت أنا لا أتهم بل جمعت تصريحات وأخبارا إسرائيلية ونشرتها فلست في وضع يسمح لي بتوجيه الاتهام.
بعد الندوة عدت إلى رام الله.. وتوجهت في أواخر شهر سبتمبر إلى المقاطعة ووجدت الرئيس عرفات يجلس في غرفة استقبال صغيرة قرب غرفة حراسه بحضور غسان الشكعة وانتصار الوزير أم جهاد واثنين آخرين فغادر أحد الحضور لكي أجلس في الغرفة الصغيرة، كان عرفات يجلس مطرقا وراء مكتب صغير ولاحظت أن وجهه خاصة حول الأنف يميل لونه إلى اللون الأزرق.. كان يستمع إلى أحاديثنا دون تعليق.. وفجأة وقف بسرعة وتوجه إلى حمام غرفة الحراس وهرع الحراس وأعضاء مكتبه إلى المكان وبعد دقائق عاد وجلس.. كان عرفات آنذاك يعاني من وعكة وصفها أطباء تونسيون ومصريون بأنها انفلونزا في المعدة، وعندما عاد تساءلت أمامه «لم أسمع من قبل بانفلونزا في المعدة؟» فلم يعلق وجلس مطرقا لا يتحدث فقلت إنني كنت في ندوة في الغارديان وانتقدت دعوات إسرائيلية لتصفية عرفات. فدارت عيناه في حدقتيهما ولم يعلق. فقال: أين كنت غائبا فشرحت له ما حدث، وأضفت لقد سألني الكثيرون عن مرضك.. وقبل أن أجيبه عاد وانتفض من مكانه وتوجه إلى الحمام ثانية ويده على فمه يريد أن يتقيأ، ثم عاد بعد دقائق وجلس فأكملت حديثي «قلت لمن سألني إن عرفات هضم ثلاثة رؤساء وزارات إسرائيليين، فصحح كلامي «أربعة رؤساء وزراء» هذا ما قلته لرئيس وزراء إسبانيا اثينار، لقد استهلكت أربعة رؤساء وزراء إسرائيليين وسربه اثينار إلى الإعلام.. فأكملت: ولكن شارون كامل الدسم وصعب على الهضم في معدة عرفات.. فابتسم بصمت.
كان عرفات ربما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة آنذاك وشفي، ثم تكررت بعد سنة وفي مرضه الأخير جمعت تصريحات إسرائيلية ومنها ذلك الخبر وفقرة المكالمة التي وردت في مكالمة مع جورج بوش التي نشرها أوري لوبراني المستشار الصحفي لشارون في صحيفة «البوست» بعد وفاة عرفات بيوم أو اكثر وجاء فيها قول شارون إنه في حل من تعهداته تجاه عدم المس بعرفات، فرد بوش دعه للعلي القدير.. فرد شارون ولكن العلي القدير يحتاج إلى مساعدة بشرية أحيانا.. إضافة إلى تصريحات عسكرية وسياسية إسرائيلية حول أن عرفات سينتهي قريبا.. ونشرتها في تقرير فإذا بعشرات الصحفيين والمراسلين الذين قدموا لتغطية جنازة عرفات يهرعون إلى مكتبي وسؤالهم الوحيد.. هل تتهم إسرائيل بقتل عرفات؟ فقلت أنا لا أتهم بل جمعت تصريحات وأخبارا إسرائيلية ونشرتها فلست في وضع يسمح لي بتوجيه الاتهام.