التخطيط ليس فقط وضع أهداف وخطط للتنفيذ وإنما يحتاج إلى أدوات قياس لمعرفة مدى التقدم والنجاح في تحقيق الأهداف التي تتضمنها برامج العمل، وتقييم المحصلات التي تحققت وأهم عناصر التخطيط الاستراتيجي الرؤية الواضحة من قبل جميع المعنيين، ووضع أهداف لتحقيقها ثم قياس مدى تحقق هذه الأهداف. فالتخطيط الاستراتيجي لأي مجتمع يمثل الأداة الأنسب لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا يتطلب وجود ثقافة للتخطيط الاستراتيجي بما يضمن إدراك الجميع لها ثم تأتي الأدوات التي تحقق ما يتم التخطيط لإنجازه.
ولعل هذا الأمر كان بعيدا عن القائمين على الأجهزة الحكومية في الفترة الماضية، وما يؤكد ذلك ماأشار إليه أمين الرياض السابق عبدالله النعيم في لقاء تلفزيوني إلى أنهم في الرياض لم يتوقعوا أن يصل تعداد السكان لأكثر من 6 ملايين نسمة ومليوني سيارة موضحا مجازيا أنهم كانوا يفكرون بـ «بكرة وبعد بكرة» ولم يفكروا في (بعد بعد بكرة !) . وهذا يؤكد أن الرؤية التخطيطية للأجهزة الحكومية لم يكن لديها نظرة بعيدة المدى مما سبب مشاكل عديدة خصوصا في المدن الكبرى كالرياض وجدة التي تعتبر برايم سيتي (مراكز لمدن صغيرة محيطة بها ).
ولذلك يجب علينا أن نبدأ التخطيط للمرحلة المقبلة بنظرة استراتيجية كتجربة مدينة جدة التي تواصلت المشاريع فيها بمنظور استراتيجي، وأكد ذلك الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة في كلمة استهل بها الكتاب الوثائقي الذي أصدره المجلس المحلي لتنمية وتطوير محافظة جدة وعرض من خلاله المشاريع في جدة « أنه في إطار الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة وفي سياق البرامج التطويرية الشاملة التي تعتمد الحلول الجذرية الحاسمة منهجا وأسلوبا وغاية، تواصلت المشاريع الكبرى في المحافظة وفق المواصفات المحددة وبوتيرة فاقت التوقعات» وسيدرك ذلك من زار معرض مشاريع جدة ويرى حجم المشاريع التي نفذت والتي يتم تنفيذها على سبيل المثال لا الحصر : مشاريع تصريف السيول والأمطار، ومشروع النقل العام، ومشروع المطار الجديد، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، والواجهة البحرية .
فلنبدأ الآن بالتخطيط والعمل فرؤية بلا عمل مجرد حلم ، وعمل بلا رؤية مضيعة للوقت، ورؤية بعمل تحقق الهدف .
• رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات
kalharthi@gmail.com
ولعل هذا الأمر كان بعيدا عن القائمين على الأجهزة الحكومية في الفترة الماضية، وما يؤكد ذلك ماأشار إليه أمين الرياض السابق عبدالله النعيم في لقاء تلفزيوني إلى أنهم في الرياض لم يتوقعوا أن يصل تعداد السكان لأكثر من 6 ملايين نسمة ومليوني سيارة موضحا مجازيا أنهم كانوا يفكرون بـ «بكرة وبعد بكرة» ولم يفكروا في (بعد بعد بكرة !) . وهذا يؤكد أن الرؤية التخطيطية للأجهزة الحكومية لم يكن لديها نظرة بعيدة المدى مما سبب مشاكل عديدة خصوصا في المدن الكبرى كالرياض وجدة التي تعتبر برايم سيتي (مراكز لمدن صغيرة محيطة بها ).
ولذلك يجب علينا أن نبدأ التخطيط للمرحلة المقبلة بنظرة استراتيجية كتجربة مدينة جدة التي تواصلت المشاريع فيها بمنظور استراتيجي، وأكد ذلك الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة في كلمة استهل بها الكتاب الوثائقي الذي أصدره المجلس المحلي لتنمية وتطوير محافظة جدة وعرض من خلاله المشاريع في جدة « أنه في إطار الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة وفي سياق البرامج التطويرية الشاملة التي تعتمد الحلول الجذرية الحاسمة منهجا وأسلوبا وغاية، تواصلت المشاريع الكبرى في المحافظة وفق المواصفات المحددة وبوتيرة فاقت التوقعات» وسيدرك ذلك من زار معرض مشاريع جدة ويرى حجم المشاريع التي نفذت والتي يتم تنفيذها على سبيل المثال لا الحصر : مشاريع تصريف السيول والأمطار، ومشروع النقل العام، ومشروع المطار الجديد، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، والواجهة البحرية .
فلنبدأ الآن بالتخطيط والعمل فرؤية بلا عمل مجرد حلم ، وعمل بلا رؤية مضيعة للوقت، ورؤية بعمل تحقق الهدف .
• رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات
kalharthi@gmail.com