حينما خرج وليد السناني مع داوود الشريان وقال كل ما يريد من تكفير الدولة، كان من المفترض أن المجتمع سوف يحمل رفضا قاطعا للفكر الذي يحمله، لكن الملاحظ أن هناك (بعض) التعاطف المجتمعي للرجل. لا توجد إحصاءات يمكن الركون إليها حول عدد المتعاطفين من المجتمع. «تويتر» أوضح لنا شيئا من هذا التعاطف. شخصيا لم أستغرب ذلك لأسباب تتعلق في الشخص نفسه، ولأسباب أخرى تتعلق بالفكر.
ما يتعلق في الشخص، فقد خرج الرجل بشكل بسيط جدا وقال كلامه بكل وضوح رغم أنه لا ينتمي إلى عصرنا مطلقا. ولأن المجتمع بطبيعته تهمه المظاهر الخارجية فإن خروج الرجل بهذه الصورة بعد كل هذه السنوات من الغياب في السجن كانت كفيلة بأن تمنحه تعاطفا خطيرا. لماذا هو تعاطف خطير؟ لأن الناس كانوا ينظرون للفكر التكفيري بصورة وحشية غير الصورة العادية التي ظهر بها السناني، وهذا ما يغرر بالبعض فيغترون بالصورة البسيطة عن الفكر الخطير وراء تلك المظاهر التي يمكن أن تراها في أي مكان.
أما ما يتعلق بالفكر، فالرجل كان صريحا وواضحا في عرض أفكاره. خطورة أفكاره في أنها تحمل شرعية للقتل والتدمير بمجرد إلقاء تهمة التكفير على أي إنسان، وهذه النقطة بينها بوضوح عبدالسلام الوايل في مقال له في «الشرق» الأحد الماضي حول السناني يمكن للقراء الرجوع إليه. ما يهمني في مقالي اليوم أكثر أن الفكر الذي يحمله الرجل ليس غريبا على المجتمع، وهنا كان جزء من التعاطف المجتمعي. لماذا أقول ذلك؟ لأن كلام السناني يعيد أفكار عديد من المشايخ في السعودية بصورة أكثر جلاء، (ألم يوجد من التكفيريين قضاة؟) لكن ما كانوا يخفونه هو قاله بشكل صريح وواضح. الأفكار التي أخذها السناني لم تكن دخيلة كما يقول الكثيرون منذ سنوات، بل أخذها عن مشايخ من داخل هذا المجتمع باعترافه هو. إضافة إلى أن الأسس التي قامت عليها أفكاره هي ذات الأسس التي تقوم عليها غالبية أفكار المجتمع. سأدلل على ذلك: فكرة الولاء والبراء -مثلا- فكرة منتشرة بقوة في الأوساط المجتمعية، وليست غريبة على الإطلاق، وعليها تقوم الرؤية مع الآخر الغربي عند مشايخنا ومجتمعنا. ما حصل أن السناني طبق هذه النظرية على أرض الواقع في حين كثير منهم صمت عنها دون أن ينتقدها بوضوح. فقط هو زاد الأمر بأن رفعها إلى الدولة وطبقها عليها ليكفرها ويكفر العاملين معها من رجال الأمن.
لم يكن التعاطف المجتمعي غريبا لأن هناك مشكلة حقيقية في تفكيك الفكر واعتياديته وبساطته داخل طيات المجتمع. الأمر بكل بساطة هو أن هناك من يتحول حركيا ويدمر وهناك من يبقى في الإطار النظري، ويخفي ما هو خطير يظهر بين فترة وأخرى.
ما يتعلق في الشخص، فقد خرج الرجل بشكل بسيط جدا وقال كلامه بكل وضوح رغم أنه لا ينتمي إلى عصرنا مطلقا. ولأن المجتمع بطبيعته تهمه المظاهر الخارجية فإن خروج الرجل بهذه الصورة بعد كل هذه السنوات من الغياب في السجن كانت كفيلة بأن تمنحه تعاطفا خطيرا. لماذا هو تعاطف خطير؟ لأن الناس كانوا ينظرون للفكر التكفيري بصورة وحشية غير الصورة العادية التي ظهر بها السناني، وهذا ما يغرر بالبعض فيغترون بالصورة البسيطة عن الفكر الخطير وراء تلك المظاهر التي يمكن أن تراها في أي مكان.
أما ما يتعلق بالفكر، فالرجل كان صريحا وواضحا في عرض أفكاره. خطورة أفكاره في أنها تحمل شرعية للقتل والتدمير بمجرد إلقاء تهمة التكفير على أي إنسان، وهذه النقطة بينها بوضوح عبدالسلام الوايل في مقال له في «الشرق» الأحد الماضي حول السناني يمكن للقراء الرجوع إليه. ما يهمني في مقالي اليوم أكثر أن الفكر الذي يحمله الرجل ليس غريبا على المجتمع، وهنا كان جزء من التعاطف المجتمعي. لماذا أقول ذلك؟ لأن كلام السناني يعيد أفكار عديد من المشايخ في السعودية بصورة أكثر جلاء، (ألم يوجد من التكفيريين قضاة؟) لكن ما كانوا يخفونه هو قاله بشكل صريح وواضح. الأفكار التي أخذها السناني لم تكن دخيلة كما يقول الكثيرون منذ سنوات، بل أخذها عن مشايخ من داخل هذا المجتمع باعترافه هو. إضافة إلى أن الأسس التي قامت عليها أفكاره هي ذات الأسس التي تقوم عليها غالبية أفكار المجتمع. سأدلل على ذلك: فكرة الولاء والبراء -مثلا- فكرة منتشرة بقوة في الأوساط المجتمعية، وليست غريبة على الإطلاق، وعليها تقوم الرؤية مع الآخر الغربي عند مشايخنا ومجتمعنا. ما حصل أن السناني طبق هذه النظرية على أرض الواقع في حين كثير منهم صمت عنها دون أن ينتقدها بوضوح. فقط هو زاد الأمر بأن رفعها إلى الدولة وطبقها عليها ليكفرها ويكفر العاملين معها من رجال الأمن.
لم يكن التعاطف المجتمعي غريبا لأن هناك مشكلة حقيقية في تفكيك الفكر واعتياديته وبساطته داخل طيات المجتمع. الأمر بكل بساطة هو أن هناك من يتحول حركيا ويدمر وهناك من يبقى في الإطار النظري، ويخفي ما هو خطير يظهر بين فترة وأخرى.