-A +A
شتيوي الغيثي
أرامكو هي شريـان الاقتصاد السعودي، وهي الشركة التي جلبت الحداثة إلى المجتمـع السعودي إذا ما اعتبرنا أن الماديات يمكن لها أن تخلق نوعا من التطور الاجتماعي في أي مجتمع كان، أذكر أن الكاتب عبدالرحمن الحبيب كان يعتبر أن الحداثة في المجتمع السعودي لم تـقـم كما قامت في أرامكو إذ يجعلها استثناء فريدا داخل هذا المجتمع..
نشأة أرامكو تحتاج دراسات ثقافية إلى جانب الدراسات الاقتصادية حولها، وعلى رغم أهميتها كحدث مفصلي في المجتمع السعودي، إلا أنه من الغريب أننا لا نجد روايات سعودية، إلا واحدة أو اثنتين، كان الحدث النفطي محوريا في سياقها السردي فهي «سردية مكانية» ــ إذا صح التعبير ــ بامتياز ربما لا نجد لها مثيلا إلا في أهمية سردية المكان المقدس في الحرمين في السعودية على اختلاف بين المكانين.
لا يقتصر الجانب الثقافي في أرامكو على أهميتها المكانية سرديا بل هي كانت ولاتزال حدثا ثقافيا، إضافة إلى مشاريعها الثقافية التي تعمل عليها منذ سنوات، وهي الجانب الذي بدأنا نلامسه متجولا بين أرجاء السعودية في خطة ثقافية تعمل عليها أرامكو فهي تعلن كل سنة عن عدد من البرامج الثقافية التي تـتوزع في أكثر من منطقة في السعودية، لكن يتركز ذلك أكثر في المنطقة الشرقية بحكم قرب المكان. وأتمنى أن تـتوسع بنفس حجم الأنشطة في الشرقية على كافة مناطق السعودية لتـمـتد على طول السنة إن استطاعوا، متعاونة مع المؤسسات الثقافية في كل منطقة حتى نجد حراكا ثقافيا مغايرا عن النمط المعهود في هذه المؤسسات.


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة