-A +A
سعد القرش (القاهرة)
ما حدث في 11 سبتمبر 2001 لم يكن هجمات على أهداف حيوية أمريكية بل تاريخا فاصلا بين عالم تفسر فيه الأمور بحسن نية وعالم جديد يرشح فيه العرب باعتبارهم «إرهابيين» وعدوا مناسبا كما يقول الفيلم الأمريكي (بابل). ففي الفيلم الذي أخرجه المكسيكي أليخاندرو جونزاليس تنطلق رصاصة في صحراء المغرب فتصيب سائحة أمريكية وتحدث إرباكا وتحقيقات جنائية بين دول في ثلاث قارات.تبلغ مدة الفيلم 130 دقيقة وعرض في نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة وقوبل باستحسان المشاهدين حيث يتوسل المخرج بهذا الحادث ليقدم لوحة درامية تبدو محايدة عن هموم الإنسان في أكثر من بلد. فالمشاهد الأولى في الفيلم ترسم صورة للمغرب كأنها نابعة من تصورات المستشرقين وخيالاتهم عن العالم العربي باعتباره غارقا في الحسية والفقر وفيها يتلصص الصبي يوسف (عشر سنوات تقريبا) على أخته زهرة بعلمها وعلم أخيه الأكبر أحمد «نحو 12 عاما» ثم يخلو يوسف إلى نفسه في الجبل. واستكمالا للوحة «الاستشراقية» يقدم الفيلم أفراد الأسرة مجتمعين حول مائدة على الأرض ويتناولون الطعام بأيديهم.
وفي اليابان تعاني فتاة بكماء وهي إحدى عضوات فريق كرة السلة من الوحدة وانشغال أبيها بعد انتحار أمها وتبحث عن صداقة ودفء إنساني حتى أنها تفاجئ الطبيب بتكرار محاولات تقبيله أثناء فحص أسنانها. كما تقيم علاقة في وقت لاحق مع ضابط الشرطة الذي يحقق في علاقة أبيها بالحادث.

وعلى الجانب الآخر من العالم يتسرب البرود إلى الزوجين ريتشارد (براد بيت) وزوجته (كيت بلانشيت) ويطاردهما هذا الإحساس الذي يتحول إلى مشاحنات لفظية وهما في المغرب بعد أن تركا طفليهما في الولايات المتحدة مع مربية مكسيكية.
فما الخيط الدرامي الذي يجمع هذه القصص الثلاث إضافة إلى قصة رابعة تتناول هموما مكسيكية؟.
إنها رصاصة يطلقها الصبي يوسف وهو يتدرب على الرماية باتجاه حافلة سياحية فتصيب السائحة الأمريكية في منطقة جبلية وتتردد أصداء الطلقة بما يسمح بتحولها إلى خيوط درامية في فيلم نال عنه جونزاليس جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان 2006 كما فاز الفيلم بجائزة أفضل دراما سينمائية في مهرجان جوائز جولدن جلوب «الكرة الذهبية»إضافة إلى جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية 2007.