-A +A
توفيق حسن جوهرجي
هل تعلم أن جريمة الاتجار بالبشر تعد ثالث جريمة في العالم بعد تجارة السلاح والمخدرات؟ وهل تعلم أنها مرشحة لكي تصبح الأولى نظرا لخطورتها الشديدة وما تدره من أرباح مالية تجنيها شبكات وعصابات دولية للجريمة المنظمة؟ ماهي أبعاد هذه الجريمة التي تعد صورة حديثة من صور تجارة الرقيق؟ إنها جريمة منظمة دولية ومتعدية الجنسية.
الهجرة غير النظامية: يتم استغلال حالات الفقر والضغوط الاقتصادية في بعض الدول لدفع بعض الاشخاص إلى الهجرة إلى دول أخرى وإجبارهم على ممارسة أعمال مخالفة للنظام تتسم في معظمها بالطابع الإجرامي مثل الدعارة وترويج المخدرات. وقد يهاجرون بمحض إرادتهم تحت وطأة الفقر، وهناك يقعون فريسة للاستغلال والاغتصاب والقهـر.

الواقع أننا ضحايا الهجرة غير النظامية. بلادنا العربية أصبحت إما مناطق مصدرة للهجرة غير النظامية (وخاصة البلاد الفقيرة أو متوسطة الدخل) أو مناطق عبور للمهاجرين غير النظاميين من البلاد المصدرة (عربية كانت أو أفريقية أو آسيوية)، آو مناطق مستقبلة ومستغلة للمهاجرين (وخاصة الدول الاكثر ثراء). حتى الدول الأوروبية أصبحت تعاني من هذه المشكلة حيث يفد المهاجرون إليها من بعض دول شرق أوروبا مرورا بدول أخرى إلى أن يستقروا في البلاد المستقبلة حيث يتم استغلالهم أبشع استغلال في العمل القسري أو في تجارة المخدرات والسلاح، أو في القيام بأعمال إرهابية. ويتم استغلال الاطفال في الدعارة أو النزاعات المسلحة وما إلى ذلك.
السياحة الجنسية: توافدت بعد انهيار الكتلة الشرقية .. مجموعات من النساء من دول أوروبا الشرقية على أساس أنهن سائحات.. ثم تسللن إلى دول أخرى ووجدن من يتستر عليهن لضمهـن إلى عصابات نشر الرذيلة والبغاء وتجارة الجنس في الأسواق الرائجة التي تبيع المتعة المحرمة لمن يدفع ثمنها.
الزواج السياحي: حيث يسافر أشخاص إلى بلاد أخرى بغرض اصطياد زوجة لعدة أسابيع أو لعدة أيام: يتزوجها وبعد أن يقضي وطره يتركها بحملها تندب حظها وتطارده في سفارة بلاده وبقية القصة معروفة للجميع. ومن سوء الطالع أن بعض الناس يشاركون في هذه الظاهرة: الشباب لعدم القدرة على الزواج أو لمجرد المتعة واللهو، والكهول لمحاولة استعادة الشباب أو الهروب من أم العيال، والكبار لاستراق لذة فات أوانها والاستمتاع بما تبقى من خريف العمر.. لست هنا بصدد الحديث عن الحلال والحرام، فالحلال بين والحرام بين. لكنني أود الإشارة فقط إلى أن معظم هذه الزيجات تكون من القاصرات ويتم تصنيفها كضرب من ضروب الاستغلال الجنسي.