كرة القدم هي رغيف الفقراء الفاخر الذي يجدون فيه كل الوسائل التي تنفس عنهم ضغوطات حياتهم الصعبة التي يعيشونها بكل ما فيها من مآسٍ ومواجع، فلكم أن تتخيلوا أن هذا الرغيف يصبح بلا طعم وبلا مذاق مستساغ من قبل أناس يجدون فيه ذروة سنام آمالهم وأحلامهم، فبكل تأكيد أن هذا الأمر سيكون بالنسبة لهم «موت وخراب ديار»، وهذا الأمر ينطبق تماما مع حال جماهير العميد مع مجموعة حضرت للاتحاد تحت مسمى «المستقبل»، ورسمت لتلك الجماهير صورة عصر جديد للاتحاد سيكون فيها النادي الثمانيني الأول آسيويا دون منازع، وليس محليا فحسب، وما هي إلا أشهر معدودة، وبدأت تلك المجموعة «الهشة» بالتفكك السريع، وبدء الضرب من تحت الحزام بين أفرادها، حتى انتهى المطاف بالاتحاد إلى رئيس نادٍ لم يكن له من الأمر شيء، ونائب رئيس كان يمارس جميع صلاحيات الرئيس بالباطن، فما حدث للاتحاد مع هذه الإدارة مهما تعددت الأسباب، إلا أن هناك سببا رئيسيا هو ما جعل العميد يئن تحت وطأة ديون وشكاوى، وتناحر بين جميع أطيافه، ففي كل مرة كان الرئيس الفعلي لنادي الاتحاد عادل جمجوم يتهم الإعلام الأصفر بأنه خلف ما يحدث لناديه، وراح في كل مناسبة يهاجم ذلك الإعلام الذي يختلف معه، في محاولة يائسة للهروب من مسؤولية العبث الذي يحدث داخل أركان هذا الكيان، في الوقت الذي كان الجميع يشاهد تخبط هذه الإدارة، التي أصرت على إبرام تعاقدات خيالية مع لاعبين جدد، في الوقت الذي يطالب فيه كثير من اللاعبين بحقوقهم المالية المتأخرة، واستمر جمجوم في اللعب على وتر الولاء المطلق للكيان والذود عن حياضه، ظنا منه أن مثل هذه العبارات ستجدي في زمن لا يعترف إلا بالمنجزات والألقاب، وليس بالعبارات التي أكل عليها الدهر وشرب، فماذا بعد يا سعادة الرئيس، فهل ما زال للعناد بقية، وهل ما زال للتدهور بقية، فكل المؤشرات تؤكد أنك لست الرجل المناسب لقيادة الاتحاد، فلا أعتقد أن الاتحاد سيمر بمرحلة حرجة أكثر من المرحلة التي شهدت تواجدك كصانع حقيقي للقرار فيه، فعليك أن تكون أكثر شجاعة وأن تترك المجال لغيرك، وأن لا يذهب الاتحاد بسبب مكابرتك إلى مزيد من الانكسارات والخيبات، لتردد حينها جماهير الاتحاد بكل غبن: «خربها.. وجلس على تلها»
ترنيمة
ما عاد بدري... قلت لي وش تحرى
ترنيمة
ما عاد بدري... قلت لي وش تحرى