في الكتابة عن الذات الإنسانية جانب خفي لا يدركه الجميع. فيكفي أن يكتب القلم بتجرد تام دون أن يفكر صاحبه بشيء آخر سوى مشاركة قارئه بتجربة ما تشعره بأنه يشبهه في تكوينه الإنساني. فيكسر كل الحواجز دون خوف ويصل إلى لحمة عاطفية وفكرية مع الجميع. لكن أحياناً وكما يقولون تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وهذا ما حدث مع وسيم.
وسيم، محرر صحفي يهوى عمله، ويحلم بأن تصل مواضيعه لجميع القراء دون مقدمات أو رتوش. وقد عاهد قلمه وفكره وقلبه بألا يخفي أي أمرٍ يرى بأنه يمثل أهمية بشكل أو بآخر لفكر القارئ ولكينونته الإنسانية. لذا تجده لا يطيق الاستماع إلا للثقات. حتى أصبح يتناول كل الحقائق بتجرد مطلق من أي توقعات إيجابية أو سلبية. فلا ينتظر من أحدٍ أن يركض إليه قائلا: «واو! أنت رائع» أو «تحقيقك جميل وموفق»! لا. ولا يتأزم نفسياً أو يحزن إن قال له أحدهم أن مواضيعه لم تكن مجدية أو تستحق الإعجاب مهما كان الأسلوب لطيفاً أو حتى جارحاً! فهذه الأمور البسيطة لم تعد من الأولوية في شيء بالنسبة إليه. لكنه لم يكن هكذا في السابق، بل تغير تدريجياً حين أيقن بأن تعلقه العاطفي غير الواعي بما يقوله عنه أو يعتقده الآخرون فيه، يستهلك الكثير من طاقته النفسية والفكرية بشكل يخرجه عن المسار ويبعده عن الهدف الحقيقي لأفعاله. وقد يدفع به هذا التعلق لا شعورياً نحو دوامة تسلخ مبادئه وأفكاره وإنسانيته، ثم تجرده من حريته شيئاً فشيئاً، إلى أن يتحول إلى ببغاء تردد ما يستجدي التصفيق أو الرجم فقط! ورغم أن الوصول إلى مرحلة التجرد هذه ليس سهلا كما يبدو، لكنه أيضاً ليس صعب التحقيق إن وضعته أمام عينيك مرة تلو الأخرى حين تبدأ أداء عملك بحثاً عن الحقيقة.
لكن ولسوء الحظ، لم يتقبل محيطه ذلك التجرد المختلف عما ألفوه، وبعد أشهر قليلة وجد نفسه خارج الصحيفة المطبوعة. بل تكرر الأمر لثلاث مرات! لكن هل استسلم؟ بالطبع لا!
بدأ من جديد بعد أن غير قليلا في مساره، وأسس صحيفة إلكترونية تربعت على عرش النجاح والشهرة بعد أن أصبحت مصدراً موثوقاً للأخبار والتحقيقات الإنسانية.
أخيراً أقول لك وبتجرد، بأنه ورغم أحقية كل إنسان في أن يحلم أحلاماً كبيرة جداً لا تعرف التواضع أو التقهقر أمام الحواجز، إلا أنه يجب علينا ألا نغفل أهمية الأهداف الصغيرة المرحلية المتوازنة! فتوازن الأهداف الصغيرة مهم جداً لنا، تماماً كأهمية خلو الطرق المعبدة من الحفر والمطبات بالنسبة للسيارات المنخفضة! فطريق الأحلام طويل، ولكي تصل إلى نهايته وتقطف زهرته، عليك أن تدرس الخريطة جيداً وتعرف أي الطرق يناسبك أكثر كي تجعله هدفاً مرحلياً حين يضيق بك الطريق ويصبح أكثر وعورة، فلا يختل توازنك ولا تفقد وجهتك الصحيحة.
وسيم، محرر صحفي يهوى عمله، ويحلم بأن تصل مواضيعه لجميع القراء دون مقدمات أو رتوش. وقد عاهد قلمه وفكره وقلبه بألا يخفي أي أمرٍ يرى بأنه يمثل أهمية بشكل أو بآخر لفكر القارئ ولكينونته الإنسانية. لذا تجده لا يطيق الاستماع إلا للثقات. حتى أصبح يتناول كل الحقائق بتجرد مطلق من أي توقعات إيجابية أو سلبية. فلا ينتظر من أحدٍ أن يركض إليه قائلا: «واو! أنت رائع» أو «تحقيقك جميل وموفق»! لا. ولا يتأزم نفسياً أو يحزن إن قال له أحدهم أن مواضيعه لم تكن مجدية أو تستحق الإعجاب مهما كان الأسلوب لطيفاً أو حتى جارحاً! فهذه الأمور البسيطة لم تعد من الأولوية في شيء بالنسبة إليه. لكنه لم يكن هكذا في السابق، بل تغير تدريجياً حين أيقن بأن تعلقه العاطفي غير الواعي بما يقوله عنه أو يعتقده الآخرون فيه، يستهلك الكثير من طاقته النفسية والفكرية بشكل يخرجه عن المسار ويبعده عن الهدف الحقيقي لأفعاله. وقد يدفع به هذا التعلق لا شعورياً نحو دوامة تسلخ مبادئه وأفكاره وإنسانيته، ثم تجرده من حريته شيئاً فشيئاً، إلى أن يتحول إلى ببغاء تردد ما يستجدي التصفيق أو الرجم فقط! ورغم أن الوصول إلى مرحلة التجرد هذه ليس سهلا كما يبدو، لكنه أيضاً ليس صعب التحقيق إن وضعته أمام عينيك مرة تلو الأخرى حين تبدأ أداء عملك بحثاً عن الحقيقة.
لكن ولسوء الحظ، لم يتقبل محيطه ذلك التجرد المختلف عما ألفوه، وبعد أشهر قليلة وجد نفسه خارج الصحيفة المطبوعة. بل تكرر الأمر لثلاث مرات! لكن هل استسلم؟ بالطبع لا!
بدأ من جديد بعد أن غير قليلا في مساره، وأسس صحيفة إلكترونية تربعت على عرش النجاح والشهرة بعد أن أصبحت مصدراً موثوقاً للأخبار والتحقيقات الإنسانية.
أخيراً أقول لك وبتجرد، بأنه ورغم أحقية كل إنسان في أن يحلم أحلاماً كبيرة جداً لا تعرف التواضع أو التقهقر أمام الحواجز، إلا أنه يجب علينا ألا نغفل أهمية الأهداف الصغيرة المرحلية المتوازنة! فتوازن الأهداف الصغيرة مهم جداً لنا، تماماً كأهمية خلو الطرق المعبدة من الحفر والمطبات بالنسبة للسيارات المنخفضة! فطريق الأحلام طويل، ولكي تصل إلى نهايته وتقطف زهرته، عليك أن تدرس الخريطة جيداً وتعرف أي الطرق يناسبك أكثر كي تجعله هدفاً مرحلياً حين يضيق بك الطريق ويصبح أكثر وعورة، فلا يختل توازنك ولا تفقد وجهتك الصحيحة.